اضطراب القلق
القلق:
مع تطور الحياة وتقدم العصر صار الإنسان يعاني من المشاكل والأحداث الحياتية الضاغطة فأصبح التوتر النفسي والقلق وكثرة الانفعالات والشعور بالقلق سمة من سمات العصر مع الأخذ في الاعتبار بأن القلق ليس وليداً للعصر الحالي بل يمكن تتبع كثير من حالات القلق في الأزمنة السابقة حيث المعاناة من المرض والجوع والحروب والكوارث، إلا أن الاهتمام به تزايد في الآونة الأخيرة، إذ تم تخصيص العديد من المراكز الملحقة بالجامعات ومراكز البحوث للتدريب وإجراء الدراسات البحثية في المجتمعات المختلفة.
وقد أشارت العديد من الدراسات والبحوث أن للقلق الموضوعي الذي يحدث في مواقف التوقع مثل القلق المتعلق بالنجاح في عمل جديد أو امتحان وظائف حيوية هامة، فهو يساعد على تنشيط المراكز العصبية العليا فتزيد قوة التركيز والتمييز واتخاذ القرارات وحل المشكلات. أما القلق العصابي فهو حالة توتر شامل ومستمر نتيجة توقع تهديد خطر فعلي أو رمزي ويأتي القلق الثانوي كعرض من أعراض الاضطرابات النفسية الأخرى. ويعتبر القلق أكثر فئات العصاب شيوعاً إذ يبلغ حوالي ٣٠-٤٠ من الاضطرابات العصابية، وأن نسبة الإصابة به من الإناث للذكور تعادل ۱۲ وأن سن الاضطراب عادة تكون في بداية سن الرشد.
تعريف القلق:
القلق شعور عام غامض غير سار بالتوجس والخوف والتحفز والتوتر مصحوب عادة ببعض العلامات الجسمية خاصة زيادة نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي يأتي في نوبات تتكرر في نفس الفرد مثل الشعور بالضيق في التنفس، أو سرعة نبضات القلب، أو الصداع، أو كثرة الحركة ... إلخ.
أو أن القلق شعور عام بالخشية، أو أن هناك مصيبة وشيكة الوقوع، أو تهديد غير معلوم المصدر مع شعور بالتوتر والشدة، كما يتضمن القلق استجابة مفرطة مبالغاً فيها المواقف لا تمثل خطراً حقيقياً، لكن الفرد الذي يعاني من القلق يستجيب لها غالباً كما لو كانت تمثل خطراً ملحاً ومواقف تصعب مواجهتها.
المحكات التشخيصية لاضطراب القلق العام:
وفقاً للدليل الأمريكي التشخيصي والإحصائي الرابع لتصنيف الاضطرابات النفسية، يصنف للقلق كالتالي:
- قلق وانزعاج شديد (توقع إدراكي) يدور حول عدد من الأحداث أو النشاطات يستمر حدوثه أياماً عديدة لا تقل عن ستة أشهر.
- يجد الشخص صعوبة بالغة في السيطرة على انزعاجه وتوتره.
- يرتبط القلق والانزعاج بثلاثة على الأقل من الأعراض الستة الآتية:
- ملل أو شعور بالضيق وقد يشعر الشخص كأنه على حافة الهاوية.
- سهولة الشعور بالتعب والإرهاق من أقل مجهود يبذله.
- صعوبة التركيز وإدراك العقل وكأنه قد أصبح خالي.
- سرعة وسهولة الاستثارة.
- الشعور بشد عضلي وتوتر.
- المعاناة من صورة أو أكثر من اضطرابات النوم.
- أن يؤدي القلق وانشغال البال أو الأعراض الجسمية المصاحبة إلى معاناة إكلينيكية.
- أن لا يكون الاضطراب نتيجة مباشرة لتعاطي دواء أو مادة مخدرة أو مرض جسمي مثل فرط نشاط الغدة الدرقية، وألا يقتصر ظهوره على فترات الإصابة باضطراب وجداني أو ذهاني.
الأعراض الإكلينيكية للقلق النفسي:
يمكن حصر الأعراض الإكلينيكية للقلق في التالي:
1- القلق الحاد:
وتتخلص أعراضه في:
حالة الخوف الحاد:
يظهر التوتر الشديد والقلق الحاد مصحوب بكثرة الحركة وعدم القدرة على الاستقرار مع سرعة التنفس والكلام السريع غير المترابط.
حالة الرعب الحادة:
أهم ما يميز هذه الحالة هو عدم الحركة والسكون المستمر مع تقلص العضلات والارتجاف مع ظهور عرق بارد وغزير، لا يستطيع المريض إعطاء معلومات وافية عن حالته بل أحياناً لا يعرف المكان والزمان وكثيراً ما يتعرض هذا السكون الحركي إلى اندفاع مفاجئ يجري أثناء دون هدى.
إعياء القلق الحاد:
عندما يستمر القلق لمدة طويلة يصيب الفرد إجهاد جسم ويصاب بأرق شديد لعدة أيام ويبدو الوجه جامداً دون عاطفة وشاحباً وغير منفعل مع التبلد الذهني والسير بطريقة أتوماتيكية بطيئة وأهم مميزات هذه الحالة هو الأرق الحاد الذي لا يستجيب أحياناً للعقاقير المنومة وعندما يسمر القلق الحاد ولمدة طويلة دون شفاء فهنا يتعرض المريض لما يسمى بالقلق المزمن.
2- القلق المزمن:
وهو مرحلة تالية من الإصابة تنتج من خلال استمرار القلق لمدة طويلة دون علاج، ومن أهم أعراضه وعلاماته ما يلي:
أعراض جسمية:
وهي أكثر الأعراض شيوعاً إذ أن جميع أجهزة الجسم متصلة وتتغذى بالجهاز العصبي اللاإرادي والذي يحركه الهيبوثلاموس المتصل بمراكز الانفعال، حيث تتأثر جميع أجهزة الجسم الحشوية فيشكو المريض من الجهاز القلبي الدوري، الجهاز الهضمي، الجهاز التنفسي، الجهاز العضلي الجهاز البولي التناسلي جهاز الغدد الصماء، الجلد فتظهر الأعراض الجسمية المتمثلة في برودة الأطراف تصبب العرق وارتعاش اليدين، ارتفاع ضغط الدم، اضطرابات المعدة، سرعة ضربات القلب النشاط الحركي الزائد، الدوران الغثيان والقيء، اضطرابات في النوم، صداع، فقدان الشهية للطعام، نوبات الشعور بضيق الصدر الأحلام المزعجة والكوابيس، اللازمات العصبية مثل مص الأصابع وقضم الأظافر وهز الرأس والكتف وبعض الاضطرابات الجسدية مثل القذف السريع عند الرجال وانقطاع الدورة الشهرية عند النساء.
أعراض نفسية:
وتتمثل في الخوف، التوتر، التهيج العصبي، ضعف القدرة على التركيز، فقدان الشهية للأكل، اضطرابات النوم، عدم الاستقرار والشعور بانعدام الأمل والراحة النفسية، الحساسية المفرطة وسرعة الاستثارة، الخوف الشديد الفوبيا" ولكنه لا يعلم مصدره الاكتئاب والضيق وتوهم المرض عدم القدرة على تركيز الانتباه الإحساس الدائم بتوقع الهزيمة والعجز، عدم الثقة والطمأنينة، الرغبة في الهروب من مواجهة الموقف الهياج والشك والارتياب والتردد في اتخاذ القرار، التشاؤم والانشغال بأخطاء الماضي وبطبيعة الحال هذه الأعراض النفسية تؤدي إلى تدهور قدرة الفرد على الإنجاز والعمل كما تؤثر في التوافق الاجتماعي والمهني. فالعلاقة بين القلق والأمراض العضوية علاقة عكسية فمن الممكن أن يكون القلق سبباً في الأمراض العضوية، كما أنه يمكن أن يكون نتيجة عنها. ويعتبر مرض الفشل الكلوي هو أحد الأمراض المزمنة والتي قد يفقد فيها المريض عمله ويمتنع عن السفر وحرية الحركة لارتباطه بالعلاج وماكينات الغسيل. لذلك تظهر على المصاب إفرازات نفسية مثل القلق والاكتئاب والخوف وخلل المزاج.
End of Topic
(إيجاد)
(اطّلِع، تعرف، تعلم، درب عقلك، طور من نفسك، زِد معرفتك، كُن على معرفة، فالمعرفة بين يديك)
أهلاً ومرحباً بكم في | إيجاد | تسعدنا آرائكم ومشاركتكم معنا دائماً، فتشاركونا بآرائكم وتعليقاتكم التي تدفعنا إلى مزيداً من العطاء وإيجاد المعرفة