أهمية دراسة الصحة النفسية
إن الإلمام بالصحة النفسية لمن يعمل بمهنة التربية والتعليم وغيرهم أمر ضروري في هذا العصر، وتتمثل أهمية دراسة الصحة النفسية فيما يلي:
1- المساهمة في كيفية التعامل مع الضغوط والمشكلات:
يعتبر علم الصحة النفسية من العلوم ذات الأهمية الوثيقة الصلة بحياة الإنسان صغيراً أو كبيراً، ذكراً أو أنثى، وخاصة في العصر الحاضر فنحن نعيش عصر السرعة والتقدم التكنولوجي حيث يتطلب من الفرد أن يبذل جهداً أكبر لمحاولة اللحاق بالآخرين في مجالات الحياة المختلفة، وبذلك يتعرض الإنسان لأنواع مختلفة من الأزمات النفسية، فهناك العديد من صنوف الإحباط والصراع والقلق وغيرها التي تصادف الإنسان في حياته والتي تؤثر في توازنه النفسي.
فالصحة النفسية من هذا المنطلق تعمل على الحفاظ على صحة الفرد النفسية بإبعادها عن مصادر الاضطرابات النفسية والتدخل للعلاج في حالة دخوله في تلك الاضطرابات النفسية، ومن هنا تبدأ أهمية الصحة النفسية فهي تقدم رعايتها للأم أثناء الحمل بإبعادها عن كل المثيرات النفسية، فقد أثبتت الدراسات النفسية أن الحالة النفسية للأم تؤثر في الجنين سلباً أو إيجاباً.
2- تهيئة الظروف المناسبة للتربية السليمة:
وهي كذلك تهتم بالطفل منذ لحظة ولادته بتهيئة الظروف الأسرية المناسبة باعتبار ان الأسرة السعيدة المترابطة بيئة نفسية صحية للنمو السوي، وبالتالي سعادة الطفل التي بدورها تنعكس إيجاباً على الصحة النفسية له، ونخص بالذكر السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل حيث فيها تتكون المعالم الأولى من شخصية الطفل، إلا أن خدمات الصحة النفسية لا تتوقف عند هذا الحد ولكنها تستمر في تقديم خدماتها للفرد عبر مراحل نموه المختلفة.
فهي بذلك ترعى الفرد داخل أسرته وفي مدرسته وفي عمله، وتعمل على تهيئة الظروف المناسبة له إيماناً بأن الصحة النفسية علامة من علامات التقدم والتحضر وقبل ذلك مطلب ضروري من مطالب الحياة السعيدة سواء للفرد نفسه أو على مستوى الأسرة أو على مستوى المجتمع، إذ على المجتمع مسئولية توفير وتطبيق خدمات الصحة النفسية لأفراده، فالمجتمع الذي تسود فيه الصراعات والانحلال والفساد والجهل وغيرها، من وجهة نظر الصحة النفسية مجتمع مريض.
3- الصحة النفسية وثيقة الصلة بالصحة الجسمية:
ان الاهتمام بالصحة النفسية يجب ان يكون بنفس الاهتمام بالصحة الجسمية للارتباط الوثيق بينهما لأنه ثبت علمياً ان هناك كثيراً من الأمراض الجسمية يكون منشؤها نفسياً، فنجد مثلاً قرحة المعدة والإثنى عشر سببها كثرة ما يتعرض له الفرد من اضطرابات نفسية، كذلك في حالات القلق نجد عدم انتظام ضربات القلب وتصبب العرق، وفي حالات الاكتئاب فقدان الشهية مثلاً، وهناك الأمراض النفسية التي يرجع سببها الى وجود مرض عضوي أو جسمي فنجد مثلاً مرض القلب والفشل الكلوي والسرطان وداء السكري وما يصاحب هذه الأمراض الجسمية من حالات التوتر الشديد والقلق والخوف على حياتهم ومصير أسرهم، وهذا ما أدى إلى الاهتمام بهذه الفئة من المرضى من حيث تقديم الرعاية النفسية لهم.
إن خدمات الصحة النفسية أصبحت مطلباً أساسياً في معظم المستشفيات العامة إضافة إلى وجود مستشفيات الصحة النفسية والعيادات النفسية المستقلة إلا ان خدماتها لا يقتصر تقديمها في المستشفيات بل نجدها في المعاهد والجامعات وفي معظم مجالات الحياة المختلفة.
3- الصحة النفسية تساعد في التعامل مع الفئات المتنوعة:
هناك فئات متنوعة من الأفراد لا يمكنك التعامل معهم إلا بما يتلاءم مع خصائصهم وظروفهم، ومن بين تلك الفئات:
- الحدث الجانح:
وهو الذي يخترق القانون وهو دون 18 سنة.
- المجرم:
وهو الذي يخترق القانون وقد تجاوز الثامنة عشرة.
- المتخلف عقلياً:
وهو الذي يقل نسبة ذكائه عن 75 درجة.
- الأصم:
ويعاني من خلل في السمع، وقد يكون الصمم كلياً أو جزئياً.
- الكفيف:
وهو الذي فقد القدرة على الرؤية، وهناك أيضاً ضعاف البصر.
- ذوو صعوبات التعلم:
وهم الذين يعانون من عدم القدرة على التعلم بالرغم من تمتعهم بدرجة مناسبة من الذكاء.
- الذاتويون (الطفل التوحدي):
وهم الذين يعانون من قصور في التواصل وعدم الانتباه للآخرين، وظهور بعض الأعراض الذاتوية مثل الحركات النمطية المتكررة.
- الذهاني:
وهو الذي لديه اضطراب شديد في وظائف التفكير والانفعال والسلوك الاجتماعي مما ينجم عنه فقدان الصلة بالواقع في الحالات الشديدة من الذهان، ويحتاج إلى عناية خاصة في مؤسسة علاجية.
- العصابي:
وهو الذي يعاني من اضطراب يتسم بالاستثارة الانفعالية والقلق الشديد ويسيطر عليه اعراض محددة مثل الخوف المرضي والاكتئاب والوساوس والأفعال القهرية والتعاسة وسيطرة مشاعر الذنب وضعف الفاعلية في المواق الاجتماعية.
- السيكوسوماتيون:
وهم الذين يعانون من امراض نفسية جسمية كالقولون العصبي والضغط العصبي.
4- تفيد الصحة النفسية في الإنماء والوقاية والعلاج:
للصحة النفسية أهداف عديدة من بينها الاهتمام بالخصائص الإيجابية كتنمية الثقة بالنفس، المبادأة، التلقائية، توكيد الذات، الإيجابية، الإيثار، الفاعلية، الطموح، التفاؤل، الأمل، الاستمتاع بالحياة، السعادة، الطمأنينة، الرضا، التوافق، التفوق، الإبداع، النجاح.
وكذا توفير البيئة المناسبة والتي تقي الأفراد من الوقوع في الاضطرابات المتنوعة سواء في المنزل او المدرسة أو في أي مؤسسة، كالتعامل الجيد مع الطلاب والتنشئة الإيجابية لهم كي لا يقعوا في الاضطرابات النفسية.
وتقديم العلاج المناسب للمضطربين كالعلاج بالتحليل النفسي، والعلاج السلوكي، والعلاج المعرفي، والعلاج بالتعليم الملطف، وتعديل أخطاء التفكير.
فعلى سبيل المثال هناك بعض الأفكار التي تحتاج الى تعديل مثل:
- كل أفعالي خاطئة، هذا تعميم سلبي شديد.
- النجاح الكامل او الفشل الذريع، هذا المتطرف الذي يريد الكل أو لا شيء.
- تجنب الدخول في خبرات جديدة، هذا توقعاته كارثية.
- سيسخر الناس مني، هذا انعكاس لقراءة أفكار الناس سلبياً.
- قدرات الناس أفضل مني، هذا نتيجة المقارنة الخاطئة.
- التراجع عن الرأي ضعف، هذا تفكير قائم على استنتاجات انفعالية.
- لا أستحق التفوق، هذا تجريد من الإيجابيات.
- فشل الفريق في الفوز كان بسببي، هذا تحميل لمسئوليات غير حقيقية عن الفشل.
- لو نقصت درجة واحدة فأنا فاشل، هذا توجه كمالي مطلق.
- مستحيل ان أكون موجوداً في مكان هو فيه، هذا نوع من الحتمية.
- إذا لم يدعوني إلى الاحتفال فأنا غير محترم، هذا ربط الاحترام الشخصي بعوامل خارجية.
كل هذه الأفكار وغيرها الكثير يمكن تعديلها او التخلص منها من خلال استخدام بعض فنيات الإرشاد والعلاج النفسي.
End of Topic
(إيجاد)
(اطّلِع، تعرف، تعلم، درب عقلك، طور من نفسك، زِد معرفتك، كُن على معرفة، فالمعرفة بين يديك)
أهلاً ومرحباً بكم في | إيجاد | تسعدنا آرائكم ومشاركتكم معنا دائماً، فتشاركونا بآرائكم وتعليقاتكم التي تدفعنا إلى مزيداً من العطاء وإيجاد المعرفة