إعلان الرئيسية

الصحة والمرض


مفهوم الصحة والمرض:

- الصحة:


قامت " هيئة الصحة العالمية " بتعريف الصحة بأنها "حالة السلامة والكفاية البدنية والعقلية والاجتماعية الكاملة وليست مجرد الخلو من المرض أو العجز".

وتم فيما بعد إضافة ثلاث مكونات أخري هي المكون العاطفي والمكون الروحي ومدى تقبل الإنسان لحالته الصحية.

مستويات الصحة:

1- الصحة المثالية: 

هي الدرجة المثالية في الحالة الصحية وتعني الكمال البدني والنفسي والعقلي والاجتماعي وهي غاية نحاول الوصول إليها من خلال الخدمات والبرامج والإجراءات الصحية.

2- الصحة الإيجابية: 

حالة السلامة الصحية البدنية والعقلية والنفسية والاجتماعية مع توفر قدرات إيجابية احتياطية تمكن الانسان من مواجهة المؤثرات المرضية البدنية والعقلية والنفسية والاجتماعية والتغلب عليها.

3- الصحة المتوسطة: 

وهي حالة السلامة الصحية البدنية والعقلية والنفسية والاجتماعية مع عدم توفر قدرات إيجابية احتياطية لمواجهة المؤثرات المرضية والتغلب عليها ويؤدي ذلك إلى حدوث المرض عند التعرض لتلك المؤثرات.

- المرض:


يمكن تعريف المرض بأنه "حدوث انحراف عن الحالة الطبيعية للإنسان، أو حدوث خلل في وظائف الجسم مصحوبا بعلامات وأعراض".

- مستويات المرض:


- المرض غير الظاهر: 

لا يشكو الإنسان من أي أعراض مرضية على الرغم من وجود التغيرات المرضية ولكن يمكن اكتشاف علامات المرض بواسطة الاختبارات

- المرض الظاهر: 

يشكو المريض من أعراض المرض كما توجد علامات مرضية واضحة

- التاريخ الطبيعي للمرض:


ينقسم التاريخ الطبيعي لأي مرض إلى المراحل التالية:

- المرحلة قبل المرضية: 

وهي المرحلة التي يحدث فيها تفاعل بين ثلاث مجموعات من العوامل والتي تتعلق بالمسببات النوعية للمرض وبالإنسان وبالبيئة.

وتسمى هذه المجموعات بـ "الثالوث الوبائي" لأنها تؤثر في شكل المرحلة المرضية وتتحكم في الشكل " الوبائي " للمرض.

- المرحلة المرضية: 

وهي المرحلة التي تبدأ بوصول مسبب المرض إلى جسم الإنسان وتفاعله مع أجهزة وأنسجة الجسم، ثم حدوث التغيرات الوظيفية (الفسيولوجية) والمرضية، ومن ثم ظهور أعراض وعلامات المرض.

- مرحلة ما بعد المرض: 

وهي مرحلة انتهاء المرض وهناك أربعة احتمالات:


- الشفاء التام
- يتحول المريض إلى حامل للميكروب
- انتهاء الحالة المرضية مع حدوث عجز، أو الوفاة.

- العوامل التي تقرر مستويات الصحة والمرض:


أولاً: العوامل المتعلقة بالمسببات النوعية للمرض:


1- المسببات الحيوية:


البكتيريا: وهي كائنات حية دقيقة، لا ترى بالعين المجردة، وتتسبب في أمراض كثيرة منها الدرن والتيتانوس والدفتيريا والتهاب اللوزتين والتيفود.

الفيروسات: وهي كائنات دقيقة ولا يمكن رؤيتها إلا بالمجهر الإلكتروني وتحتاج إلى توفر خلايا حية لكي تعيش عليها وتؤدى إلى الإصابة بأمراض كثيرة مثل الانفلونزا ونزلات البرد والإسهال والالتهاب الكبدي والإيدز.


الريكتسيا: وهي كائنات حية دقيقة تسبب التيفوس والحمى المتموجة.

الفطريات: مثل مسببات القراع.

الطفيليات: سواء وحيدة الخلية مثل الأميبا أو متعددة الخلايا مثل الأسكارس.

يعتمد حدوث وانتشار الأمراض المعدية على خصائص المسببات البيولوجية مثل:

- القدرة على أحداث المرض. - القدرة على إفراز سموم.
- القدرة على الحياة خارج الجسم. 
- استثارة الجسم لتكوين أجسام مضادة.

2- المسببات الغذائية:

- زيادة في كمية الطعام بجميع مكوناته مما يؤدى إلى السمنة.
- نقص في كمية الطعام بجميع مكوناته مما يؤدى إلى الهزال.
- سوء تغذية ويعني عدم وجود توازن في مكونات الطعام التي يحصل عليها الإنسان، فمن الممكن أن تكون كمية الطعام كافية ولكن قد يصاحبها نقص أو زيادة في إحدى مكوناته مثل نقص الحديد المؤدي إلى مرض الأنيميا.

3- المسببات الوظيفية:

وتشمل الحالات الناتجة عن عدم قدرة الغدد الصماء بالجسم على القيام بوظائفها بشكل طبيعي مثل مرض السكري الذي يحدث نتيجة اختلال وظيفي للبنكرياس.

4- المسببات الكيميائية:

- مسببات كيمائية خارجية: 

وفي هذه الحالة يكون مصدر العناصر الكيمائية من البيئة الخارجية مثل المبيدات الحشرية أو مادة الرصاص أو الغازات السامة.

- مسببات كيمائية داخلية: 
وفي هذه الحالة يكون مصدر العناصر الكيمائية من داخل الجسم نفسه مثل البولينا في حالات الفشل الكلوي.

5- المسببات الطبيعية:

- الحرارة: إن متوسط درجة الحرارة المناسبة لنشاط الإنسان هي °22 وقد يتسبب الارتفاع الشديد للحرارة إلى مشاكل صحية مثل ضربات الشمس أو الإجهاد الحراري.

- الضوضاء: والتي تنتج من الآلات بالمصانع أو خلال حركة المرور أو بسبب ارتفاع صوت الأجهزة الصوتية، وتؤدى الضوضاء إلى حدوث أضرار في الأذن وتلف بالعصب السمعي وكذا التوتر العصبي وارتفاع ضغط الدم.

- الإشعاعات: مثل الأشعة فوق البنفسجية أو تحت الحمراء أو الأشعة المستخدمة بالمستشفيات وتتسبب هذه الإشعاعات في حدوث أضرار سطحية في الجلد والعين بالإضافة إلى أضرار عميقة في أنسجة الجسم الداخلية.

6- المسببات الميكانيكية:

- التعرض للكوارث الطبيعية: مثل البراكين والزلازل والفيضانات والأعاصير.
- الحوادث: سواء حوادث الطرق أو الحوادث في مواقع العمل أو في المنزل.

7- المسببات النفسية والاجتماعية:

وتتمثل في الضغوط التي تتعرض لها الجماعات والأفراد سواء كانت ضغوط اجتماعية أو اقتصادية أو ضغوط متطلبات الحياة الحديثة أو عدم الاستقرار في الحياة العملية أو الحياة الأسرية وتؤدى إلى الشعور بعدم الأمان والقلق النفسي.

- ثانيا: العوامل المتعلقة بالإنسان:


1- العنصر:

تختلف الأمراض في انتشارها بين الشعوب البيضاء والزنجية والصفراء.

2- العمر / السن:

تنتشر بعض الأمراض أكثر بين الأطفال مثل الجديري المائي والحصبة والنكاف بينما تنتشر أمراض أخرى بين المسنين كأمراض القلب والسكري.

3- النوع أو الجنس:

يوجد بعض الاختلافات في الأمراض التي تصيب الجنسين ويرجع ذلك إلى:

- الاختلافات التشريحية مثل سرطان البروستاتا في الذكور والرحم في الإناث.
- الاختلافات الفسيولوجية مثل الأمراض التي تصيب الإناث والمرتبطة بالحمل
- والولادة والنفاس مثل تسمم الحمل.
- الاختلاف في طبيعة دور كل منهما في الحياة.

4- العوامل الوراثية:

الجينات هي المسئولة عن نقل الصفات الوراثية من الوالدين إلى الأبناء، ومن هذه الصفات الاستعداد الوراثي للإصابة بالأمراض مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والحساسية، ويزداد تأثير الاستعداد الوراثي للأمراض في زواج الأقارب.

5- العوامل الاجتماعية:

- وهي العوامل المتعلقة بنمط وأسلوب حياة الإنسان وعاداته وعمله مثل:

- العادات الشخصية وخاصة المتعلقة بالنظافة والصحة الشخصية.
- العادات الغذائية مثل أسلوب إعداد الطعام وأنواع المأكولات التي يتم تناولها.
- العادات المتعلقة بالنوم والراحة مثل عدد ساعات النوم يوميا أو السهر.
- العادات غير السوية والمتعلقة بالسلوك الجنسي والتدخين وإدمان
- الكحوليات والمخدرات.
- الإجهاد في العمل والأنشطة الترويحية وممارسة الرياضة.

6- المقاومة الطبيعية غير النوعية:

وهي التي يستخدمها الجسم في مقاومة الأمراض بشكل عام وتمثل خطوط دفاعية ضد محاولة الميكروبات دخول جسم الإنسان مثل الجلد وبلازما الدم وتتأثر بثلاث عوامل وهي التغذية الجيدة، وتنظيم العمل والجهد، وحصول الجسم على الراحة.

7- المناعة النوعية:

وهي تمثل قدرة الجسم على القضاء على مسببات الأمراض وهي تعتمد على توفر أسلحة مناعية نوعية مثل "الأجسام المضادة" وهناك عدة أنواع:

- المناعة النوعية المكتسبة الإيجابية: 

وهي التي يقوم فيها الجهاز المناعي بالجسم بدور إيجابي في صناعة الأجسام المضادة بعد تعرضه للمسببات الحيوية للأمراض سواء كان في صورة مرض ظاهر أو مرض غير ظاهر أو بعد حقنه بالطعوم أي بالمسببات الميكروبية للأمراض بعد قتلها أو إضعافها.

- المناعة النوعية المكتسبة السلبية: 

لا يقوم الجسم بأي دور في صناعة الأجسام المضادة بل يتم تجهيزها ثم تنقل إليه لإعطائه المناعة المطلوبة ولكن فعاليتها لا تستمر إلا لفترات قصيرة، مثل المناعة التي يكتسبها الجنين من الأم إلى أو إعطاء الأمصال مثل المصل المضاد للتيتانوس.

ثالثا: العوامل المتعلقة بالبيئة:

البيئة هي كل ما يحيط بالإنسان ويؤثر فيه ويتأثر به وتشمل كل ما يحيط بنا من هواء وأرض وجبال وأنهار وبحار ومحيطات وحيوانات ونباتات. وتتكون من:

1- البيئة الطبيعية:

- البيئة الجيولوجية وتشمل نوعية التربة ومدى توفر مصادر المياه والغذاء.
- جغرافية المكان وتأثيرها في البيئة الاجتماعية أو في سهولة انتقال الأمراض.
- المناخ وتأثيره على الحياة الاجتماعية والاقتصادية وعادات الأفراد.

2- البيئة الحيوية والبيولوجية:

- توفر العناصر الحيوانية والنباتية لتأمين الطعام وارتباط ذلك بأمراض التغذية.
- وجود المسببات البيولوجية للأمراض مثل البكتيريا.
- وجود العائل الوسيط لمسبب المرض مثل القواقع في مرض البلهارسيا.


- وجود نواقل مسببات الأمراض مثل البعوض.
- وجود مستودعات لمسببات الأمراض مثل بعض الحيوانات.

3- البيئة الاجتماعية والثقافية:

- المستوى التعليمي وتأثيره على الوعي والسلوك الصحي في المجتمع.
- المستوى الاقتصادي وتوفر فرص العمل ومصادر الدخل.
- الحالة السكانية من حيث إجمالي تعداد السكان وتوزيعهم والكثافة السكانية.
- حالة الخدمات الصحية ومدى توفرها وعدالة توزيعها ودرجة الانتفاع بها.

مستويات الخدمات الصحية (مستويات الوقاية):


تعمل الخدمات الصحية على تحقيق الصحة للفرد والأسرة والمجتمع من خلال تنفيذ إجراءات صحية عديدة تهدف إلى الوقاية من الأمراض ومنع انتشارها في المجتمع.

ويمكن تقسيم هذه الإجراءات إلى المستويات الخمس التالية:

1- خدمات الرقي بالصحة:

والتي تعمل على الرقى بمستوى صحة الإنسان وتقوية حالته الصحية وزيادة مقاومته العامة دون توجيه الاهتمام لمرض معين ومن هذه الخدمات:

- خدمات التثقيف الصحي: 

وتهدف الى رفع مستوى الوعي الصحي وتحسين السلوك الصحي في المجتمع وزيادة التزام الأفراد بتنفيذ الارشادات الوقائية.
 

- خدمات صحة البيئة: 

وتهدف إلى المباعدة بين مسببات الأمراض وبين الانسان مثل توفير البيئة الصحية في المسكن والعمل والتخلص من الفضلات.

- خدمات التغذية: 

وتعمل على توعية الأفراد بأنواع الغذاء الصحي والمناسب لاحتياجاتهم وتهدف إلى البناء السليم للجسم وزيادة مقاومة الامراض.

- خدمات صحة الاسرة: 

وتهدف إلى رفع مستوى السلامة والكفاية البدنية والنفسية والاجتماعية للأسرة باعتبار ان الاسرة هي وحدة البناء للمجتمع.

- الخدمات الاجتماعية والدينية: 

والتي تساعد في بناء الشخصية السوية والتكيف الاجتماعي والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية والترويح عن النفس.

2- خدمات الحماية النوعية:

تتضمن العديد من الإجراءات التي تعمل على توفير حماية نوعية ضد امراض معينة ذات أسباب محددة مثل الأمراض المعدية وأمراض سوء التغذية مثل:

- خدمات التطعيم باستخدام اللقاحات: 

تستخدم اللقاحات لتكوين مناعة إيجابية بالجسم وتوفر الحماية النوعية ضد هذه الامراض، مثل اللقاحات التي يتم إعطاءها للأطفال أو إعطاء المسافرين للحج اللقاح المضاد للحمى الشوكية.


- خدمات التطعيم باستخدام الأمصال: 

كما في استخدام المصل المضاد للتيتانوس لإعطاء مناعة سلبية للمصابين بجروح.

- إعطاء عناصر غذائية معينة: 

مثل إعطاء فيتامين (د) للرضع لوقايتهم من مرض الكساح وإعطاء أقراص الحديد للحوامل للوقاية من مرض الأنيميا.

- خدمات صحة الطعام: 

غلي اللبن او بسترته وتنقية المياه للوقاية من الأمراض.

- استخدام الملابس الواقية: 

مثل قيام العاملين بأقسام الأشعة في المستشفيات بارتداء المريلة المرصصة لتوفر لهم حماية نوعية ضد الإشعاعات الضارة.

- مكافحة النواقل: 

تعتبر مكافحة البعوض اهم الإجراءات للوقاية من الملاريا.

- القضاء على العائل الوسيط: 

مثل استخدام المبيدات للقضاء على القواقع التي تساعد في استكمال دورة حياة طفيل البلهارسيا.

3- خدمات الاكتشاف المبكر والعلاج الفوري للأمراض:


وهي الخدمات الصحية التي تهدف الى اكتشاف الحالات المرضية في أدوارها المبكرة او في حالات المرض غير الظاهر ثم تقديم الخدمات العلاجية المناسبة والفورية لها مما يعود بالفائدة على المريض (سهولة العلاج في الحالات المبكرة لمعظم الأمراض ومنع حدوث المضاعفات) وعلى المجتمع (منع انتشار الأمراض من خلال اكتشاف مصادر العدوى والتحكم فيها).

ويتم الاكتشاف المبكر للأمراض من خلال الخدمات الصحية التالية:


- خدمات التقصي الوبائي ومناظرة المخالطين.
- خدمات رعاية الأم والطفل.
- الفحص الدوري لطلبة المدارس.
- الفحص الطبي قبل التعيين.
- المسوح الصحية.

4- خدمات الحد من العجز:

ويتضمن هذا المستوى الخدمات العلاجية والإجراءات الصحية والتي تهدف الى منع او تأخير حدوث المضاعفات في الامراض المزمنة مثل امراض السكري او الكلى او القلب او الأورام، وذلك بهدف الحد، ولأقصى درجة ممكنة، من احتمالات حدوث عجز للمريض وعدم قدرته على ممارسة حياته الطبيعية او ممارسة عمله.

5- خدمات إعادة التأهيل:

- إعادة التأهيل الطبي او البدني: 

مثل خدمات تركيب سماعات للأذان او تغيير أحد صمامات القلب او تركيب الأطراف الصناعية.

- إعادة التأهيل الاجتماعي/ النفسي: 

وذلك برعاية العاجز نفسياً واجتماعياً حتى يمكنه الاعتماد على نفسه في تصريف أمور حياته اليومية واكتساب رزقه.

- إعادة التأهيل الوظيفي: 

من خلال التدريب التحويلي حتى يتسنى للموظف الاستمرار في العمل من خلال وظيفة جديدة تتماشى مع حالته الصحية.


End of Topic



(إيجاد)

(اطّلِع، تعرف، تعلم، درب عقلك، طور من نفسك، زِد معرفتك، كُن على معرفة، فالمعرفة بين يديك)

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

أهلاً ومرحباً بكم في | إيجاد | تسعدنا آرائكم ومشاركتكم معنا دائماً، فتشاركونا بآرائكم وتعليقاتكم التي تدفعنا إلى مزيداً من العطاء وإيجاد المعرفة