نظام التعليم في اليابان والتطور التاريخي له
إن نظام التعليم في اليابان، جدير بالتحليل والدراسة، وإعمال كل مناهج التدقيق والفحص، في سياساته وأهدافه التربوية وتنظيماته وطرق إدارته، وكذا علاقاته بالتطور المجتمعي، وأيضا تأثيره في النظم الأخرى في المجتمع وخارجه، وهذه الدراسة وذلك التحليل یفیدان في التعرف على نقاط القوة والتمايز، وكذا جوانب الضعف والوهن، والمشكلات التي لا يخلو منها أي نظام تعليمي عادة.
ولقد كانت ولا زالت إرادة التغيير التربوي اليابانية تمثل قوة الدفع الرئيسية، حيث وجهت نظام الحياة العام في المجتمع، خليته الأولى - وهي الأسرة اليابانية - بروح الجماعة، والالتزام بمبادئها التي تتسم بها هذه الأسرة، وإلى الأخذ بالتربية موجها رئيسيا لإحداث التغيير الاجتماعي والثقافي في المجتمع الياباني.
وبالرغم من تأثر اليابان بتكنولوجيا الغرب، والأمريكية منها على وجه الخصوص إلا أنها أخذت من هذه التكنولوجيا وطورتها وتفوقت عليها، بيد أن اليابان لم تسمح للعادات والسلوكيات الغربية أن تغزو قيمها وأخلاقها، أو تغير من طرق تربية الطفل الياباني، فما زالت التربية اليابانية لها طابعها المميز في ذلك.
أولاً: التطور التاريخي للتعليم في اليابان:
النظام التعليمي في اليابان، هو نتاج تطور استمر خلال عدة مراحل تاريخية ، وعلى مساحة زمنية كبيرة تصل إلى عدة قرون، وبحلول عام 1755 م، كان جميع الأولاد الذكور في رتبـة الجندي المترجـل، يتلقون تعليما نظاميا في واحدة من مدارس الإقطاعيات، التي وصـل عددها إلى ٢٠٠ مدرسة تقريبا، أو في إحدى مدارس المعابد، أو في واحدة من المنشآت الأهلية العديدة، وقد كانت الأعمال الحكومية في إدارة الحكام العسكريين من أسرة طوكو جاوا، التي امتدت من القرن السابع عشر حتى القرن التاسع عشر، تعتمد على مقدرة الأفراد الواسعة الانتشار، على القراءة والكتابة بالخط الكانجي.
كما أنشأ (هیاشی رازان) عام 1630م ، في بيدو، مدرسة لتخريج المعلمين، ومن الجدير بالذكر أن هذه المدرسة تطورت فيما بعد، وأصبحت هي جامعة طوكيو، وفي سنة 1966 م تم تأسيس اول كلية في الأقاليم وأجازت الحكومة للمعلمين ان يلبسوا السيوف.
فينافسوا طائفة الساموراي السيافين في منزلتهم الاجتماعية، وبهذا شجعت طلاب العلم والباحثين والكهنة على أن يقيموا مدارس خاصة في المنازل والمعابد التعليم الناس تعليما أوليا، وفي عام 1750م بلغ هذا النوع من المدارس 800 مدرسة، يتعلم فيها ما يقرب من أربعين الفاً من الطلاب، وكانت كلها منشأة من أجل أبناء طبقة الساموراي، أما التجار والفلاحون، فكان لابد لهم من أن يقنعوا بمحاضرات عامة فقط.
ومن الملاحظ أن التعليم الخاص، كان يدير معظم العملية التعليمية في عهد طوكو جاوا وفي منتصف القرن التاسع عشر، حرصت كل إقطاعية على أن يكون لها مدارسها الخاصة التي يتعلم فيها الشباب من طبقة الساموراي، وقد وصل عدد المدارس إلى أكثر من 1000 مدرسة في ذلك العهد، بالإضافة إلى مدارس الريف أو المعابد التي تعرف باسم (تيراكويا)، وكان المنهج الدراسي في هذه المعابد يقوم على تعليم المهارات الأساسية العامة الناس، مثل تعليم القراءة والكتابة والحساب، وقد بلغ عدد هذه المدارس في منتصف القرن التاسع عشر، ما يقرب من ألف مدرسة تيراكويا في جميع أنحاء اليابان.
وقد بدأ تعميم التعليم الإجباري بصورة فعلية في عام ١٩٠٠م، فلم تكد تأتي هذه السنة، إلا وكانت هناك أربع سنوات من التعليم الإلزامي الإجباري، امتدت فيما بعد إلى ست سنوات(عمر٦-١٢سنة)، وينقسم التعليم الياباني إلى مستويات ثلاثة متتابعة الابتدائية والمتوسطة والجامعية وذلك في عام ١٨٧١م، وبعد 4 سنوات فقط من بداية الحكم الميجي، وتولى وزارة التعليم دورها في إدارة التعليم الياباني، والعمل في خطة طموحة تهدف إلى توحيد التعليم وجعله على درجة عالية من المركزية والاتساق، قامت وزارة التعليم بتقديم مزيد من التسهيلات لتطوير التعليم في المدارس المتوسطة (عمر ١٢-١٧سنة)، والدراسة العالية (١٨ - ٢٠ سنة)، كما أقيمت الجامعات في خمس مناطق، وهي: جامعات طوكيو، وكيوتو، وتوهوكو، وكيوشو، وهوكايدو.
وأما عن جانب الاستفادة من نظم التعليم الأجنبية، فقد ارتبط هذا الجانب بتنفيذ سياسة اليابان التي وضحها المرسوم الإمبراطوري، بنقل المعرفة، والسعي نحو تحصيلها في الإطار الدولي، في بداية العصر الميجي (١٨٦٨م) عصر التحديث، وفي عامي ١٨٧٢ ـ ۱۸۷۳م، بدأت أشهر البعثات الرسمية اليابانية وأبعدها أثرا، ويطلق عليها بعثة إيواكورا (Iwakura) والتي استمرت طوال العامين السابق ذكرهما، وضمت البعثة أكثر من أربعين قائدا من أشهر رجالات الحكومة ، وكان مقصد هذه البعثة الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا، وقد عادت هذه البعثة إلى اليابان، تحمل تقريرا مطولا، تؤكد فيه - دون موارية - تخلف اليابان عن الحضارة الغربية، وحاجتها إلى التعليم، والاطلاع على معرفة الغرب وعلومه.
كما قامت اليابان باستقدام الخبراء الألمان، وذلك لتنظيم الجامعات الجديدة والمدارس الطبية، كما استقدمت اليابان الأمريكي ديفيد موراى Murray في عام 1873، لإنشاء نظام حديث للتعليم، وموراي أستاذ في جامعة روتجرز الأمريكية Rutgers، وقد عمل مديرا للتعليم لمدة 5 سنوات، في الفترة من 1873 إلى ١٨٧٨م، ومن الجدير بالذكر أن نظام التعليم في اليابان، قد ركز على نموذج المنهج الدراسي الأمريكي، للاستفادة منه في نظام التعليم الياباني.
وفي الوقت نفسه، بدأ إرسال الطلاب اليابانيين إلى كل من إنجلترا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بهدف تعلم أسرار التكنولوجيا والإنتاج الغربي، كما بدأت دعوة الخبراء من الأجانب إلى اليابان، من أجل مساعدتها في إنشاء العديد من المعاهد والمؤسسات وشبكات السكك الحديدية، وتقديم طرق الزراعة الحديثة وكتابة مواد الدستور الياباني أيضا، ومما ساعد على التجانس الشديد في نظام التعليم الياباني ، قيام النظام التعليمي بتطبيق المركزية الشديدة، وفي معرض الحديث عن استعارة اليابان للمنهج التربوي الأمريكي، ونظام الإدارة التعليمية الفرنسي، طبقت اليابان المبدأ القائل: (قلدوا الغرب ثم اسبقوه).
وجاء عام ١٨٨٠، ليشكل علامة مميزة على طريق انتهاء الاتجاه نحو الاستعارة التربوية وتقليد الغرب، وعلى بداية اتجاه آخر أكثر تطلعا نحو القومية اليابانية، فقد قدمت اليابان إلى مدارسها مقررا ذا طابع قومي في التربية المهنية والخلقية، أطلق عليه (شوشن)، وأصبح جزء من المنهج الدراسي في مدارس اليابان، وظل قائما حتى نهاية الحرب العالية الثانية، وكان هذا النهج يتضمن مجموعة من القواعد الموروثة في اليابان، أهمها واجبات الولاء، والإخلاص، والطاعة، والانتماء للأرض اليابانية، وروح الجماعة ، وكان واحدا من أبرز آليات التناسق الثقافي في كافة أنحاء الإمبراطورية اليابانية قبل الحرب.
وقد أكد منهج التعليم في المدارس اليابانية قبل 1945، على روح الانتماء والقومية اليابانية، وكان ذلك قد ظهر واضحا خلال فترة الحرب الروسية اليابانية ( 1904-1905م ) خاصة، حيث كانت محاور التعليم في ذلك الوقت تدور حول الحرب، والحاجة إلى التضحية، كما دار تدريس العلوم والرياضيات وخاصة حول استخدام الغواصات والطوربيدات، والبريد عن طريق الحمام الزاجل، والموضوعات ذات الصبغة العسكرية وظل ظهور الطابع العسكري في مناهج التعليم حتى عام ۱۹۳٨، عندما اكمل العسكريون سيطرتهم على النظام التعليمي، بدافع بناء الروح القومي، وعين الجنرال أراكي سادا، وزيرا للتعليم.
أن هذه الروح العسكرية التي دخل بها اليابانيون الحرب العالمية الثانية قد جرت عليهم الويلات، فما أن جاء شهر أغسطس 1945 حتى كان قد قتل من البشر ما يقرب من المليونين، بالإضافة إلى عدة ملايين من الجرحى ومشوهي الحرب، وكانت المعاناة على أشدها، فهناك ١٨ مليونا من العاطلين، وأربعة آلاف مدرسة مدمرة تدميرا كاملا، وألاف المدارس التي هدمت أو أصيبت إصابات شديدة، إضافة إلى عجز كبير في أعداد المعلمين وفي أدوات التدريس.
العوامل السياسية الخارجية التي أثرت في نظام التعليم في اليابان:
أما العوامل السياسية الخارجية، فقد تمثلت فيما فرضه الحاكم العسكري الأمريكي (مال آرثر) من شروط للمستعمر، للتأكد من محو آثار الروح القومية العسكرية بين اليابانيين تتلخص في ثلاث أمور:
(أ) تجريد اليابان من النزعة العسكرية.
(ب) وضع اليابان على طريق الديمقراطية.
(ج) تقليص قوى المركزية في السلطة اليابانية.
وفي قطاع التعليم الياباني، استدعى الحاكم العسكري بعثة تربوية أمريكية، مكونة من 27 عضواً من كبار التربويين الأمريكيين، وذلك في شهر مارس 1946 وقد دار عمل هذه البعثة حول المحاور التالية:
- دراسة العوامل الثقافية المؤثرة في كافة نواحي الحياة اليابانية.
- دراسة القضايا التربوية المعاصرة والمشكلات المرتبطة بها.
- جمع البيانات عن كافة المعاهد التعليمية عن طريق الملاحظة المباشرة.
- وضع خطة إصلاح تربوي وفق الرؤية الأمريكية.
وقد اعتبر تقرير هذه اللجنة بمثابة الإطار التوجيهي، الذي انطلقت منه عمليات الإصلاح والتجديد التربوي، وأهم السمات البارزة في هذا التقرير أنه عمل على تقنيات قوى المركزية الشديدة التي اشتهر بها نظام التعليم الياباني، وذلك بغرض تهيئة المناخ المناسب للمعلمين للنمو المهني، كما أنه أصبح على اليابان تطبيق النظام التعليمي الأمريكي أو بعض تنظيماته وعملياته، فصار السلم التعليمي 6 سنوات للابتدائي، تليها 3 سنوات للمتوسط، ثم 3 سنوات للتعليم الثانوي، على أن تكون السنوات التسع الأولى إلزامية ومجانية، وكذلك التشديد على برامج التربية البدنية والتربية المهنية في كل المراحل التعليمية، كما وجه إلى ضرورة إعداد المعلم في المستوى الجامعي لمدة 4 سنوات و إحياء اللغة اليابانية المكتوبة.
ثانياً: إدارة التعليم وتمويله في اليابان:
ومن الملاحظ أن دعوة التقرير إلى تفتيت المركزية في إدارة التعليم الياباني كانت من الأمور التي تمسك بها الحاكم العسكري الأمريكي، حيث كان يعتقد أن المركزية الشديدة التي كانت تدير بها السلطة اليابانية أمور البلاد، كانت وراء تلقين الشباب روح الحرب والنزوع إلى العسكرية، ولكن اليابانيين آمنوا بعد ذلك بفكرة اللامركزية في إدارة التعليم، على أساس أنها وتؤدي إلى غرس مبادئ الديمقراطية واحترام الرأي الخاص بالجماعة، الذي يرتبط بشخصيتهم القومية، فقد بدأ اليابانيون في التخفيف من شدة المركزية والاتجاه نحو اللامركزية، بدءا من عام 1948 حيث أقر تشريع يقضي بتقليص معظم سلطات وزارة التربية، التي حددت سلطانها في توجيه النصائح، وجمع البيانات، وإجراء بعض الدراسات والبحوث التي ترتبط بالتعليم، كما ألغي نظام التفتيش على المدارس تماما، إلا أن هذه المعضلات السياسية والعسكرية، كانت بمثابة موجهات جديدة لإدارة التغيير التربوي في اليابان، كي يستعيد زمام الأمور في فترة ما بعد الاستقلال، لتبدأ إعادة البناء التربوي من جديد، ولكن وفق الرؤية اليابانية ، التي استفادت من الخبرات الوافدة مع برنامج الإصلاح التربوي الأمريكي.
وتعتبر وزارة التربية والعلوم الثقافية (مومبوشو) - في اليابان - الوكالة الحكومية المسئولة عن إدارة وترقية وتطوير وتحديث التعليم، على كافة مستوياته المؤسسية والاجتماعية والثقافية والعلمية، وشئون المعتقدات.
أما عن تمويل التعليم في اليابان، فقد أدى الاهتمام بالتعليم في اليابان، وإرساء قواعده وبنيته الأساسية، منذ بداية عصر التحديث الميجي، إلى توفير الأموال اللازمة لذلك، فتم دعم ميزانياته وتمويله، والتوسع في ذلك، على أساس منطق سیاسي توجیهي، هو أن مفتاح النهضة واللحاق بالغرب - الأكثر سبقا وحضارة - والتفوق عليه، وكذا التعويض البشرى بالمهارات والاستعدادات، لما حرمت منه اليابان من مصادر طبيعية للثروة، وقد ظهرت آثار النمو في التعليم، وخاصة العالي منه في التنظيم والبناء الفني التكنولوچي، وجيل العمالة الماهرة والمدربة.
أما التعليم الأساسي يقدم مجانا للتلاميذ، على الرغم من أن الوالدين يدفعان بعض النفقات، التي تصل إلى حوالي 70 جنيها إسترلينيا للمرحلة الابتدائية، وحوالي 100 جنيه إسترليني للمرحلة الثانوية الدنيا (الإعدادية)، وحوالي ٢٤٠ جنيها استرلينيا للمرحلة الثانوية العليا، وهذه المصروفات التي يدفعها الآباء تمثل 11% من قيمة الإنفاق الكلي على التعليم الابتدائي، و15% من قيمة الإنفاق الكلي على المرحلة الثانوية الدنيا، وحوالي 23.5% من الإنفاق الكلى على المرحلة الثانوية العليا.
ثالثاً: تنظيم التعليم ومراحله في اليابان:
قبيل تناول تنظيم التعليم الياباني بمكوناته الأساسية وعملياته المتعددة يمكن إبراز ثلاثة جوانب رئيسية، هي طول العام الدراسي، والمباني المدرسية على النحو التالي:
- طول العام الدراسي:
يبدأ العام الدراسي في اليابان في أول أبريل، وينتهي في نهاية مارس من العام التالي، ويتكون العام الدراسي من ثلاثة فصول دراسية، كالتالي:
(۱) الفصل الدراسي الأول: من أبريل وحتى يوليو.
(۲) الفصل الدراسي الثاني: من سبتمبر وحتى ديسمبر.
(۳) الفصل الدراسي الثالث: من يناير وحتى مارس (۳۱ مارس).
ويصل عدد أيام العام الدراسي إلى 40 يوما دراسيا في العام، كما أن المدرسة تعمل لنصف الوقت في أيام السبت من كل أسبوع، وتبد، العطلة في نهاية يوليو وتنتهي في نهاية أغسطس.
٢- المباني المدرسية:
يتم تصميم المباني المدرسية اليابانية بشكل يسمح بوجود الفراغ اللازم لإقامة التوسعات المستقبلية، والملاعب وأماكن المسابقات والاحتفالات اليومية، في الصباح أو في المناسبات، وكذلك مكان لحديقة المدرسة، حيث يقوم التلاميذ بأنفسهم بزراعة الخضراوات والأزهار، إلى جانب الأماكن المخصصة لوضع دراجات التلاميذ.
وتتكون المباني من عدة طوابق، وطرقات طويلة وواسعة أمام الفصول والحجرات الدراسية، كما يتم طلاء الحوائط بالمواد اللاصقة أو الزيت، وهناك العديد من الأعمال الخاصة بالتلاميذ والطلاب، وخاصة المعارض التي تتلاءم وطبيعة الدراسة، والتي يشارك فيها التلاميذ والطلاب مشاركة حقيقية، كما أن الفصول الدراسية مغطاة من الداخل بأعمال التلاميذ، والنوافذ تتزين بالزهور والورود، وبعض الأعمال والمشروعات الفنية، التي قام بها التلاميذ.
- مراحل التعليم الياباني:
وأما عن تنظيم التعليم الياباني، فإنه ينقسم إلى المراحل التالية، التي تنضح كالتالي:
1- تعليم ما قبل المدرسة:
وهي مرحلة اختيارية، قد تصل مدتها الى 3 سنوات، وهي تخضع غالبا لقطاع التعليم الخاص، فحوالي 70% من رياض الأطفال خاصة، ولكن حسب سياسة اليابان التعليمية، فمناهجها تخضع لتوجيهات المجلس القومي للمناهج، الذي ينبع من وزارة التعليم، ويبدأ اليوم المدرسي في هذه المرحلة في الثامنة والنصف صباحا، بقترة اللعب الحر، تحت إشراف اعضاء هيئة التدريس، الذين يساعدون الأطفال في تصميم وتشكيل لعبهم، أو استخدام اللعب القائمة فعلا، والحضانة لها برنامج يومي ينتهي في الساعة الواحدة ظهرا.
٢- التعليم الإلزامي:
حيث يلزم القانون الياباني الأطفال بين سن 6-15 سنة، حضور6 سنوات في المدرسة الابتدائية، وثلاث سنوات في المرحلة الإعدادية (المتوسطة)، كما تقوم الحكومة المركزية والمحليات بتزويد أطفال الأسر الفقيرة بمنح خاصة، تغطي نفقات الغذاء المدرسي والرحلات المدرسية والمتطلبات المدرسية والرعاية الصحية وغيرها، كما توجد مدارس خاصة تتقاضى أجورا للراغبين في ذلك، في كافة مراحل التعليم، بما في ذلك التعليم الجامعي، ولكن يخضع القبول فيها لشروط خاصة (إجراءات اختيار).
وعلى الرغم من أن كل مدرسة ابتدائية تقوم بتنظيم مناهجها في ضوء الأوضاع المحلية، إلا أنها تعتمد - بالدرجة الأولى - على ما تقدره وزارة التعليم من موضوعات للدراسة، حيث يتم اختيار الموضوعات التي يجب دراستها، وعدد الساعات لكل موضوع.
ومن موضوعات الدراسة في المرحلة الابتدائية: اللغة اليابانية، والدراسات الاجتماعية، والحساب، والعلوم، والموسيقى، والفنون، والحرف اليدوية، والتدبير المنزلي، ثم التربية البدنية، كما تحتل التربية الخلقية مكانة خاصة ويتم توزيع هذه الموضوعات على ما يقرب من 35 درسا لكل موضوع على مدار العام، أي بمعدل درس واحد أسبوعيا.
كما أن النشاط مثل مجالس الفصول، ونوادي النشاط والاحتفالات والجوانب الثقافية والرحلات المدرسية وغيرها، تمثل نسبة 35 درسا في العام خلال السنوات الثلاث الأولى، ثم ترتفع إلى 70 درسا في العام في السنوات التالية:
3- التعليم الثانوي:
تنقسم المدرسة الثانوية في نظام التعليم الياباني، إلى ثلاثة أنواع أو 3 مسارات، ومن المدارس الثانوية، هي مدارس الدوام الكامل (ومداها ثلاث سنوات)، ومدارس الدوام الجزئي (وهو مسائي غالبا)، ومدارس المراسلة (ومدى كل منهما أربع سنوات على الأقل).
وقد تسجيل ۹۷.۲ ٪ طالبا من مجموع طلاب المدارس الثانوية في نظام الدوام الكامل، وذلك في عام 1984م.
4- التعليم العالي:
وتنقسم الجامعات إلى حكومية ومحلية وأهلية، والجامعات الحكومية موزعة على المدن الكبرى في جميع أنحاء اليابان، بحيث توجد في كل مقاطعة - على الأقل – جامعة واحدة، وتتكون اليابان من 46 مقاطعة، وتخضع الجامعات اليابانية الحكومية لإشراف وزارة التعليم، أما الجامعات المحلية فهي تحت إشراف السلطات المحلية بالمقاطعات المحلية، وعند إنشاء هذه الجامعات سد حاجات المقاطعة التي أقيمت فيها ، أما عدد الجامعات الأهلية فيزيد عن عدد الجامعات الحكومية والمحلية معا ، فبعض الجامعات الأهلية الخاصة تتمتع بمنزلة علمية تفوق الجامعات الحكومية فيما عدا جامعة طوكيو، وللجامعة - في اليابان – ثلاث وظائف أساسية، هي:
(أ) تزويد المجتمع بالكثير من الخبرات والمهارات الفنية والإدارية، لدفع عجلة التنمية الاقتصادية، وتنشيط خططها.
(ب) القيام بالبحوث والدراسات التي تستهدف إيجاد حلول لمختلف المشكلات التي تقف في سبيل النمو الاقتصادي والاجتماعي.
(ج) ترسيخ النظم والقيم والمعايير والاتجاهات، اللازمة لتشجيع التقدم التقني، فالتقنية الحديثة معرفة وخبرة وأساليب ووسائل، وهي وليدة تربية علمية، تعطي العلوم الطبيعية والفنون التقنية التطبيقية ما تستحق من اهتمام في مناهج وبرامج معاهدها الفنية المتوسطة والعليا، وكلياتها العلمية والهندسية، التي تبنى فلسفتها وتحدد أهدافها بما يلائم التقدم العلمي.
- أنواع مؤسسات التعليم العالي في اليابان:
ومؤسسات التعليم العالي تنقسم إلى ثلاثة أنواع، فهي إما جامعات، وإما كليات فنية، أو معاهد عليا، وتتيح الجامعات فرصة الدراسات العامة قبل التخرج، والدراسات العليا بعد التخرج، ومدة الدراسة في كليات الجامعة 4 سنوات للحصول على درجة البكالوريوس أو الليسانس، فيما عدا دراسة الطب وطب الأسنان، التي تستمر لمدة 6 سنوات، أما المعاهد العليا، تتيح فرصة الدراسة لمدة سنتين إلى ثلاث سنوات بعد التخرج من المدرسة الثانوية، كما يمكن أن تعد الدراسات التي تلقاها الطالب منفصلة واجتاز امتحاناتها في هذه المعاهد، جزءاً من الدراسات التي تؤدي للحصول على درجة البكالوريوس أو الليسانس، ويتطلب القبول في الكليات الفنية إكمال الدراسة في المرحلة المتوسطة (الإعدادية) أو الثانوية الدنيا، حيث تقدم هذه الكليات خمس سنوات من الدراسة الكاملة التدريب الفنيين، وقد أنشئت هذه الكليات في عام 1912.
رابعاً: إعداد المعلمين وتدريبهم في اليابان:
يتم إعداد المعلم لجميع المراحل في معاهد إعداد المعلمين، أو في الجامعات، وتشرف الوزارة على إعداد المناهج اللازمة لذلك، وتوافق عليها، ويمنح الطالب المتخرج من هذه المعاهد شهادات من فتنين:
الفئة الأولى: معلم المرحلة الثانوية العليا:
بعد تخرجه من الجامعة (4 سنوات) وحصوله على درجة الماجستير، ويمنح شهادة صلاحية للتدريس.
الفئة الثانية: معلم المراحل الأخرى:
بعد تخرجه من الجامعة (4 سنوات) وحصوله على شهادة الصلاحية للتدريس بعد ستة شهور.
ويوجد - ضمن هذه الفئة الثانية - معلم رياض الأطفال والمدارس الابتدائية والثانوية الدنيا (المتوسطة)، ويدرس عامين بعد الانتهاء من الدراسة في المرحلة الثانوية العليا، ويحصل على شهادة الصلاحية بعد ستة شهور من تخرجه واشتغاله بمهنة ويشمل منهج إعداد المعلم علوما تربوية (بنسبة10%)، وعلوما تخصصية (بنسبة90%)، وذلك بالنسبة لإعداد معلم المرحلة الثانوية العليا.
أما منهج إعداد المعلم في المستويات الأقل، فهي 30% للعلوم التربوية، و ۷۰% للمواد التخصصية.
وتنظم الجامعات دورات تدريبية للمعلمين أثناء الخدمة، ويهدف هذا التدريب إلى المحافظة على مستويات محددة للمعلمين، كما يهدف إلى الأداء المتطور، علما بأن نتيجة هذا التدريب تدخل في عملية ترقية المعلمين.
End of Topic
(إيجاد)
(اطّلِع، تعرف، تعلم، درب عقلك، طور من نفسك، زِد معرفتك، كُن على معرفة، فالمعرفة بين يديك)
أهلاً ومرحباً بكم في | إيجاد | تسعدنا آرائكم ومشاركتكم معنا دائماً، فتشاركونا بآرائكم وتعليقاتكم التي تدفعنا إلى مزيداً من العطاء وإيجاد المعرفة