الأخصائي النفسي الإكلينيكي
- شخصية وخصائص الأخصائي النفسي الإكلينيكي:
كيف تتميز الحياة الشخصية للأخصائي النفسي الإكلينيكي ؟، وما هي الخصائص الشخصية التي تساهم في نجاحه المهني؟ وما الذي يجب على الطالب في علم النفس الإكلينيكي أن ينمي من شخصيته؟
العمل الاكلينيكي هو عمل جمهوره هو المضطربون نفسيا والذين يعانون من المشكلات الاجتماعية المختلفة لذلك فإن شخصية الإكلينيكي يجب أن تكون ذات وزن كبير لضمان نجاحه المهني وسلامة المرضى .... الخ
- الخصائص التي يجب توافرها في الأخصائي النفسي الإكلينيكي:
فيما يلي بعض الخصائص التي يجب توافرها في الأخصائي النفسي الإكلينيكي:
1- يتطلب الإكلينيكي كفاءة شخصية وقدرة على اتخاذ القرارات الملائمة في أكثر المواقف غموضا، وتزداد أهمية هذا العامل إذا أخذنا في الاعتبار أن علم النفس علم لازال حديثا ولازالت قضايا السلوك المرضي أمر يصعب تفسيرها تفسيرا دقيقا ومع ذلك فإن الإكلينيكي الذي يعمل في ميدان الممارسة يجد تقريبا مشكلات يومية تحتاج منه لاتخاذ القرارات وإلا فقد يكون الضرر بليغا بالمرضى وبالوضع المهني ذاته.
وبحالات الممارسة تختلف عن مجالات الدرس والبحث في أما تحتاج لنصائح عملية بسيطة، وقد يجد الأخصائي الإكلينيكي المدرب على البحث نفسه في مواقف خرقاء وعاجزة عن المساهمة في الميدان إذا لم يكن على درجة كبيرة من الثقة بالنفس والكفاءة، والمبادرة واتخاذ القرارات العملية السليمة حتى وإن افتقدت البحث.
صحيح أنه يجب على الأخصائي الناجح أن ينمي في نفسه حب البحث والتساؤل، لكن يجب في نفس الوقت أن ينمي ثقته في معالجة المشكلات الطارئة والعملية ....
ولهذا فإن المؤتمرات المهنية والتدريبية والتفاعلات بالزملاء ضرورة لإعطائه هذا السلاح القائم على الخيرة.
2- القدرة على تطوير علاقات إنسانية، ولكن مهنية بمرضاه وجمهوره، ويحتاج الأخصائي النفسي الإكلينيكي إلى أن ينمي بجمهوره علاقة إنسانية دافئة ولكنها يجب أن تكون في نفس الوقت واقعية ومهنية، ولهذا يؤكد كثير من المعالجين أهمية التعاطف Empathy بالمريض، والتعاطف معناه إحساس المعالج مشكله المريض كما يعيشها المريض ذاته، وبهذا فهو يختلف عن العطف أو الشفقة sympathy.
ومن أحد أساليب إظهار التعاطف والمشاركة: الإصغاء للمريض وتشجيعه على الحديث عن نفسه بتقبل واهتمام دون نقد، أو حكم، أو موافقة أو عدم موافقة، ولهذا فإن أقسام العلاج النفسي ومراكزه تولي اهتماما شديدا لتدريب المعالجين على تنمية هاتين الخاصتين.
ومن الممكن للشخص ذاته أن ينمي خاصية الإصغاء والمشاركة والإحساس بمشكلات الآخرين بطرق متعددة منها الإصغاء المتعمد للناس الذين تشعر أنك لا تقبلهم وبالقراءة، والاطلاع على السير الذاتية والحالات الإكلينيكية المختلفة.
3- إدراك المريض في إطاره الاجتماعي والتصرف بمقتضى ذلك إن المريض ليس شخصًا محردة عن واقعه الاجتماعي والمعالج الناجح هو الذي يدرك ذلك جيدا بان يعي الظروف الاجتماعية والبيئية التي تحيط بالمريض، وهذا يقي المعالج من أن يقود المريض لمناهج علاجية غير مرتبطة بظروف المريض الاجتماعية، ويضفي على فهمه العلاجي والتشخيص شيئا من الواقعية.
ولهذا، فإن المعالج الإكلينيكي الناجح هو من يحاول أن يفهم الإطار الاجتماعي والبيئة التي أتى منها المريض مدففهم كيفية تكون المرض وكيفية علاجه ولهذا، فإن سؤال الأهل والأقارب قد أصبح الآن ممارسة عادية بين الأخصائيين النفسيين العاملين بالميادين الإكلينيكية.
4- التعامل مع الزملاء ومؤسسات العمل: يعمل كثير من الإكلينيكيين فيما عرفنا في العيادات النفسية والمستشفيات والجامعات والمصانع والإدارات المختلفة.
ولكي يتمكن الأخصائي من مساعدة جمهوره فإن ه يحتاج أساسا للتعامل مع الإدارات والمؤسسات والزملاء، والأجهزة البيروقراطية.
ومن الضروري أن يتدرب الإكلينيكي على التعامل مع هذه الإدارات، بأن يطلع على أدوار العاملين الرسمية، ومصادر القره غير الرسمية، وكيفية الاتصال بأصحاب القرارات والمهيمنين على جهاز المؤسسة.
ويجب ان لا يفاجأ الإكلينيكي عندما يجد أن كثيرا من أجهزة الصحة العقلية تضع قواعد إدارية عامة ولوائح تطبق على الجميع دون استثناء ولكنها قد تقيد نتيجة لهذا بعض الأفراد وتحد من حرياتهم.
والعاملون والزملاء أيضا قد ينطلقون نفس المنطلق ويفهمون دور المؤسسة نفس الفهم، وعلى هذا فقد يجد الإكلينيكي أن وقته قد يمزق بين مرضاه، والتعامل مع الجهاز البيروقراطي، ويجب عليه لهذا أن يحقق بعض التوازن بين وقته كمعالج ووقته كعامل في جهاز إداري، وأن يكون قادرا على تحديد الأولويات في أدائه لكل دور من هذين الدورين.
5- احترام الذات وفهمها: احترام الذات وفهمها وتطوير إمكانياتها عمل ضروري لكل إكلينيكي سواء كان اهتمامه موجها للبحث أو العلاج أو الاستشارة، ولهذا فإن الأخصائي الإكلينيكي المؤثر هو من يستطيع أن يحقق التوازن بين حاجته للانغماس أو البعد عن عمله، وأن يعرف متى ينشط ويتحمس ومتي ينسحب ويتراجع.
ويحتاج أيضا إلى أن يعيد فهمه لذاته ويلاحظها عندما يجد أن علاقته بأحد مرضاه قد أخذت تتجاوز شكلها المهين، أو عندما يجد حياته قد اتسمت بالقلق أو الاكتئاب، ويعلم أيضا أن الحياة لا تخلو من مجازفات محسوبة وشجاعة على اتخاذ القرارات في مجال لازال من أكثر المجالات العلمية غموضا. ويعلم أيضا أنه لا يستطيع أن يساعد أحدا لا يريد منه المساعدة أو العون.
ولهذا أيضا فهو يحتاج إلى أن ينمي أحد الجوانب او النشاطات الأخرى في حياته مما يسمح له بتحقيق الرضا الانفعالي والنفسي بعيدا عن مجال العمل.
ولأهمية هذا العامل الشخصي في حياة الإكلينيكي فإن مدرسة التحليل النفسي مثلا لا تسمح لشخص أن يمارس التحليل ما لم يخضع هو ذاته للتحليل النفسي عند محلل نفسي متخصص.
ولو أن العلاج الشخصي غير مطلوب في المدارس الأخرى، فإن من المهم على الإكلينيكي أن يكون واعيا بذاته وأفعاله، وأن يحتفظ بسجل سلوكي شخصي بحياته، ونظرا لأن كل شخص تقريبا يتعرض للتوتر والقلق، فإن الإكلينيكي الناجح هو من يجد رفيقا أو زوجة أو صديقا بعيدا عن العمل يبثه شكواه ويساعده على التخفيف من التوتر ومعالجة المشكلات الطارئة.
كذلك لا يجب أن تخلو حياة الإكلينيكي من التخطيط الذكي بحيث تجمع حياته بين جوانب الترفيه والنشاط الجسمي، جنبا إلى جنب مع الاهتمام بحياة جمهوره وسعادة الآخرين
لهذا يثبت (Gurman 1972) في بحث له عن المعالجين الناجحين أن المعالج الناجح هو من يخلو نسبيا من الصراع النفسي ولكنه يستطيع في نفس الآن أن يواجه مشاعر الاضطراب والتوتر عند حدوثهما.
- المتطلبات الأخلاقية للعمل الإكلينيكي:
بالرغم من أن الممارسين الإكلينيكيين طوال تاريخ علم النفس الإكلينيكي كانوا على وعي بالمعايير الأخلاقية التي تتطلبها المهنة في أدق صورها إلا أن كتابة (ستور) للمعايير الأخلاقية التي يجب أن تحكم الممارسين في هذا الميدان، لم يكن من السهل تدوينه إلا في سنة 1953، وعندما نشرت جمعية علم النفس الأمريكية ميثاق المعايير الأخلاقية (1963 - 1953 APA) وقد اعتمدت في ذلك على الدراسة المستفيضة للمشكلات الصعبة التي تواجه الممارسين والقرارات الدقيقة التي يشعر الفرد منهم بالحيرة عند اتخاذها.
وقد أرفقت جمعية علم النفس الأمريكية بالميثاق الأخلاقي الذي صاغت مبادئه بالتعاون بين أعضائها كتيبا آخر يشرح معنى كل مبدأ نشر، وبعض الحالات التي يتعرض لها الأخصائيون النفسيون لتحديد معن ى هذه المبادئ في ميدان الممارسة العملية (1967 - APA)
- المبادئ الأخلاقية التي ترتبط بميدان الممارسة الإكلينيكية:
فيما يلي بعض المبادئ الأخلاقية التي ترتبط بميدان الممارسة الإكلينيكية:
- المبدأ الأول: التمسك بالمعايير الأخلاقية والقانونية:
على الأخصائي النفسي عند ممارسته لمهنته أن يظهر احتراما واضحا للأوضاع الاجتماعية السائدة في مجتمعه فضلا عن الاستجابة للتوقعات الأخلاقية من قبل المجتمع الذي يعمل فيه.
وأن يضع في الاعتبار أن قيامه بالحرق للمعايير الاجتماعية والأخلاقية والقانونية السائدة، قد يترك آثاره السيئة على مرضاه، وطلابه وزملاء مهنته، ويصم اسمه وسمعته المهنية بشكل عام .
- المبدأ الثاني: التصريحات العامة:
التحلي بالتواضع، والحذر العلمي، والوعي الواضح بحدود المعرفة العلمية المتاحة وذلك في كل التصريحات التي تصدر عن الأخصائي النفسي عندما يطلب منه مباشرة أو غير مباشرة الإدلاء بمعلومات معينة للجمهور.
- المبدأ الثالث: السرية:
حماية أي معلومات يكون قد حصل عليها من فرد معين بطريق التعليم، أو الممارسة أو البحوث مطلب والتزام أخلاقي أساسي على الأخصائي النفسي العمل به.
ويجب تجنب إنشاء هذه المعلومات بأي حال من الأحوال لأي شخص إلا تحت شروط ضرورية أوضحتها الملاحق المرفقة بميثاق المعايير الأخلاقية (فالعلاج).
- المبدأ الرابع: الصالح العام للعميل (أو الحالة):
يحترم الأخصائي النفسي تكامل الشخص أو الجماعة التي يعمل معها ويحمي مصالحها ما أمكن ومن الأمثلة التي يضعها الميثاق لذلك؛ أن يحتفظ الإكلينيكي مسئوليته تجاه الحالات التي تحول إليه أن يتولى شخص آخر المسؤولية، وأن يكون قادراً على إنهاء علاقة إكلينيكية بمرضاه طالما يعرف أنها أصبحت غير مفيدة، وان لا يغفل في مواقف الصراع مع أعضاء المهن الأخرى أن الأولى باهتمامه في مثل هذه الظروف هو الحالة وليس المهنة .... الخ.
- المبدأ الخامس: الإعلان عن الخدمات:
على الأخصائي النفسي أن يتمسك بالمعايير المهنية، وليس بالمعايير الدعائية أو التجارية عند محاولته التعريف بخدماته) فمثلا يجب تجنب الإعلان عن عمله، وان لا يتحيز في اختباره للحالات التي تأتي، وان لا يضع عند تقديم خدماته متطلبات مغالى فيها.
- المبدأ السادس: تفسير الاختبارات والمقاييس:
والدرجات التي يحصل عليها الأخصائي النفسي باستخدام المقاييس النفسية والاختبارات يجب معاملتها نفس المعاملة التي يعامل ما هذه الأدوات فلا يجعلها متاحة إلا للأشخاص المدربين على تفسيرها أو الذين سيستخدمونها بطريقة لائقة.
- وظائف الأخصائي النفسي الإكلينيكي:
يقوم الأخصائي النفسي الإكلينيكي ف ى المساهمة في التشخيص، والقيام بالعلاج وتعديل السلوك المضطرب، فضلا عن القيام بالبحوث المتخصصة التي تساهم في إثراء معرفتنا بطبيعة الاضطرابات النفسية والعقلية.
- مجالات وطبيعة عمل الأخصائي النفسي الإكلينيكي:
الوظائف الثلاثة التي تم ذكرها لا تمثل في الحقيقة كل ما يستطيع أن يقدمه الأخصائي الإكلينيكي فهناك عدد آخر متنوع من الأدوار تتفتح أمام هذه المهنة النامية وللتوصل إلى فكرة دقيقة تستوعب وظائف الإكلينيكي العريضة وما يرتبط بها من وظائف فرعية، يمكن أن نحدد ثلاثة وجهات عامة يمكن على أساسها الإلمام بطبيعة عمله وهي:
أ- مجال العمل أو مواقع النشاط المهني الإكلينيكي.
ب- النشاط الفعلي الذي يقوم به.
ج- الجمهور الذي يقدم له خدماته.
أ- مجالات العمل:
فمن حيث مجالات عمل الخبير النفسي الإكلينيكي لا تحدها تقتصر على المستشفيات العقلية أو المصحات النفسية بل تمتد لتشمل مدى متنوعة لا حصر له من الميادين منها؛ العيادات النفسية الخارجية، والعيادات المدرسية، والعيادات العسكرية، فضلا عن هذا فقد أصبح الآن دور الأخصائي النفسي الإكلينيكي مطلوبا في مراكز التوجيه والإرشاد في المدارس والجامعات، وامتد نشاط علم النفس الإكلينيكي للسجون والإصلاحيات، ومؤسسات التخلف العقلي، ومؤسسات المانحين، ومؤسسات علاج الإدمان على الكحول والخمور والمخدرات.
ب- النشاطات:
تتسع النشاطات والوظائف التي يقوم بها الأخصائي النفسي الإكلينيكي، صحيح أن من الشائع أن عمله يقتصر على تطبيق الاختبارات النفسية، لكن هذا غير صحيح، على الأقل في الوقت الحالي. فتطبيق الاختبارات النفسية لا يمثل في واقع الأمر إلا جزءاً بسيطا من وظيفة واحدة يقوم بها الأخصائي النفسي الإكلينيكي وهي وظيفة التشخيص.
والتشخيص لا يمثل إلا نشاطا كبيرا واحداً من بين النشاطات المتعددة التي يقوم بها ولهذا يمكن أن نحصر تلك النشاطات في نقاط ثلاث هي:
1- المساهمة في تشخيص الأمراض النفسية والعقلية المختلفة: وقد يستخدم هذا الأخصائي النفسي عددا من الاختبارات المقننة الملائمة الأغراض، بجانب عدد آخر من الوسائل مثل الملاحظة والمقابلات الشخصية ودراسة الحالة، وتتعدد الأهداف من التشخيص فلا تقتصر على وضع المريض في فئة تصنيفية من فئات الاضطرابات بل يجب أن تشتمل على عملية تقويم شاملة للشخصية بحيث يمكن التقرير الإكلينيكي لحالة معينه من معرفة الكثير عن العوامل المسببة للمرض، ومصدر الاضطراب إن كان عضوية أو وظيفيا، ومساره ذا الاضطراب مستقبلا والمناهج العلاجية التي تصلح مع هذا المريض، ولهذا يفضل العلماء الآن أن يستبدل مفهوم التشخيص بمفهوم التقييم النفسي للحالة بالمعنى العريض.
٢- العلاج: لم تصبح هذه الوظيفة جزءا من عمل الأخصائي النفس ي الإكلينيكي إلا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث بدأ الطلب يشتد للنشاطات ذات الطابع النفسي الإكلينيكي لمواجهة الاحتياجات النفسية الشديدة للمجندين وعصاب الحرب، ويستخدم الأخصائي النفسي الإكلينيكي مناهج متنوعة من العلاج تنتمي نظرية الإطارات مختلفة من أهمها:
نظرية التحليل النفسي، نظريات التعلم، النظريات الإنسانية والنظريات المعرفية العقلانية.
٣- البحث: يمثل القيام بالبحوث وظيفة هامة من الوظائف التي يجب أن يقوم بها الأخصائي النفسي. ويحدد (1975Mackay) خمسة أنماط عريضة من البحوث ذات الطابع الإكلينيكي:
أ- إجراء التجارب السلوكية على الحيوانات بهدف الوصول إلى فروض محددة عن الطبيعة البيولوجية بالاضطرابات النفسية والعقلية.
ب- التحقق من الفروق التي تنم عن طبيعة الاضطرابات النفسية في مختلف الجماعات والفئات المرضية.
ج- التفحص والتدقيق العلمي في دراسة أسباب الاضطرابات النفسية.
د- المقارنة بين الأشكال المختلفة من العلاج.
هـ- الكشف عن العلامات التي تمكن من الحكم على إمكانية شفاء مريض معين.
4- الاستشارة وتقدم النصح: تعتبر وظيفة المستشار النفسي الإكلينيكي من الوظائف الحديثة التي أخذت في التطور.
وتتخذ الاستشارة أشكالا عدة، ولو أن (ساندبيرج Sundberg) و(تيلرTyle) و (تابلين1973) يميزون بين نوعين رئيسين من الاستشارة:
1- الاستشارة الإكلينيكية التي يكون فيها إعطاء النصح وتقديم المشورة فيما يختص بالجوانب الإكلينيكية للحالة:
وقد تشمل هذه الوظيفة أن يقوم الأخصائي نفسه بإجراء عمليات التشخيص والعلاج أوقد تقتصر على إعطاء النصح للعاملين الآخرين الأقل تدريبة إكلينيكيا بخصوص المناهج العلاجية التي تصلح للمريض، وأساليب معالجة المشاكل الطارئة في حياة المريض.
2- الاستشارة التي تتم بهدف إنشاء البرامج الإكلينيكية العاملة وتقييمها:
وفي هذه الحالات لا تكون وظيفة الأخصائي النفسي محصورة في الحالات الفردية، ولكنها تكون مركزة على تحسين النظم العلاجية العامة فقد يطلب مدير المستشفى مثلا مشورة الأخصائي النفسي الإكلينيكي فيما يختص بتقديره للمناهج الملائمة لإدارة العنابر العلاجية وتدريب الممرضين، والعاملين على ضبط سلوك المرضى.
وبالمثل فقد يطلب ناظر المدرسة مشورة الإكلينيكي المختص في تقييم الأساليب الدراسية التي يستخدمها المدرسون مع الطلاب للوصول إلى أنجح البرامج التي تضمن الكفاءة في العمل والتعلم.
وفي هاتين الحالتين يكون المستشار النفسي مهتمة بقضايا إكلينيكية أعم من الحالات الفردية، وعادة ما تطلب المؤسسات المشورة الإكلينيكية من النوع الأول ثم تطلب المشورة العامة إذا ما زادت ثقتها بالعمل النفسي الإكلينيكي.
ج- الجمهور الذي يقدم له خدماته:
يعرف البعض (Korchin 1976) علم النفس الإكلينيكي على أنه في أساسه اتجاه إكلينيكي بمعنى أنه يهتم بفهم المشكلات التي تعترض بعض الأفراد ويحاول تقدم الحلول لها ما أمكن.
وهكذا نجد الجمهور الذي يعامله الإكلينيكي هو أساس الجمهور المضطرب واتجاهه نحو هذا الجمهور هو تقديم العون والإعانة على حياة أفضل وأكثر فاعلية.
ولهذا يمكن أن ننظر العلم النفس الإكلينيكي بصفته مهنة الهدف منها الإغاثة وتقديم العون لمن يحتاجه Helping Profession.
وتتنوع الاضطرابات التي تواجه الشخصية وتمتد لتشمل تلك الحالات التي تتراوح من مشاعر الكدر والضيق إلى الحالات العقلية الخطرة، والتخلف العقلي، والجناح.
والطريق الشائع في تقسيم الاضطرابات التي تواجه الشخصية هو النظر إليها وفق خمس فئات كبرى هي:
1- العصاب.
٢- الذهان الوظيفي.
٣- الذهان العضوي.
4- اضطرابات الشخصية.
5- التخلف أو الضعف العقلي.
إلا أن جمهور عالم النفس الإكلينيكي أصبح الآن أكثر اتساعا من الاقتصار على الفئات السابقة، وامتد ليشمل الناس فرادى أو مجموعات.
ولهذا تحول بعض علماء النفس الإكلينيكي تدريجيا من مفهوم التعامل مع فرد واحد مضطرب في جلسة تشخيصية أو علاجية، إلى مفهوم أكثر اتساعا فأصبح من جمهور الإكلينيكي الآن الأزواج والعائلات التي تطلب عونا إكلينيكيا لتغيير أنماطها السيئة في التفاعل.
كذلك طلاب المدارس والجامعات وكل المرضى الذين يعتبرهم الطبيب البشري الممارس حالات مضطربة.
واتسع المجال أكثر وأكثر ليشمل المساجين أو حتى كل الأطفال الجانحين في مؤسسة كبيرة تطلب العون الإدارة تضمن أكبر قدر من الصحة النفسية والفاعلية لنزلائها.
بعبارة أخرى، فإن الجمهور الذي يحتاج للخدمات النفسية الإكلينيكية أصبح يشمل الآن كل الأفراد أو الجماعات التي تطلب العون للتخلص من أنماط ومشكلات اجتماعية، أو عقلية أو تطلب الإرشاد الطرق أكثر إيجابية وفاعلية تساعدها على حياة أفضل.
- الصعوبات التي تواجه الأخصائي النفسي الإكلينيكي:
يعاني الأخصائي من مشكلا ت تتعلق بتذكر المعلومات وحفظها، وانتقاء الأدوات المناسبة، وبالتشتت في تجميع احتياجات كل حالة، وتقديم الاختبارات والمقاييس وتصحيحها.
وللتغلب على هذه المشكلات، صُممت برامج للحاسب الآلي يستخدمها الأخصائي النفسي، ليس فقط للتشخيص، بل وأيضًا في الوقوف على بعض الوصفات العلاجية الجاهزة، والاستراتيجيات العامة، وفي زيادة موضوعية الأخصائي أثناء التشخيص والعلاج.
وثمة مجموعة من الصعوبات النوعية، التي تواجه الأخصائي مع بعض الحالات.
ويظهر هذا واضحًا عند تشخيص الاضطرابات، التي يعاني منها الأطفال، وذلك لأن:
1- الطفل ما يزال ينمو، ولم يصل بعد إلى تمام نضج الشخصية، جسميًا وعقليًا وانفعاليًا واجتماعيًا.
2- أن السلوك العادي وغير العادي عند الأطفال، يختلف عنه لدى الكبار.
3- أن المشكلات النفسية الخاصة بالأطفال تختلف مع النمو.
4- أن مرض الطفل يكون أحيانًا عرضًا لمرض أحد الوالدين، أو كليهما.
5- إذا كان اللعب أداة تشخيصية وعلاجية ذات قيمة كبيرة عند الأطفال، فإن الأمر يختلف لدى الكبار.
أخيراً، لكي يستطيع الأخصائي النفسي الإكلينيكي أداء دوره في التشخيص والتنبؤ والإرشاد والعلاج بفاعلية، فيتعين عليه أن يكون واعيًا بديناميات شخصيته هو، واحتمالات انعكاساتها على عمله.
End of Topic
(إيجاد)
(اطّلِع، تعرف، تعلم، درب عقلك، طور من نفسك، زِد معرفتك، كُن على معرفة، فالمعرفة بين يديك)
أهلاً ومرحباً بكم في | إيجاد | تسعدنا آرائكم ومشاركتكم معنا دائماً، فتشاركونا بآرائكم وتعليقاتكم التي تدفعنا إلى مزيداً من العطاء وإيجاد المعرفة