الزواج العرفي
ما هو الزواج العرفي:
المراد بالزواج العرفي اليوم: هو الزواج الذي لا يسجل بعقد رسمي لسبب من الأسباب، والأسباب التي تدعو الناس لعدم تسجيل الزواج في المحاكم متعددة، والحكم الشرعي في الزواج العرفي يختلف باختلاف الطرق التي يتم الزواج بها.
أهم أسباب الزواج العرفي:
ففي بعض الأحيان يكون العاقدان معذورين في عدم تسجيل العقد بسبب ظروف يمران بها، فقد يكون أحد العاقدين مشرداً عن وطنه بعيداً عن أهله، ويكون في ذلك مظلوماً، ولا يستطيع أن يعقد عقد النكاح في المحكمة، لأنه لا يملك الأدلة الثبوتية التي لابدَّ منها لإجراء العقد كجواز السفر، أو لا يؤذن له بالإقامة في البلد الذي هو فيه، وقد يوجد في البلد الذي شرد إليها أقارب أو معارف يرحبون بتزويجه من غير تسجيل العقد والحصول على وثيقة زواج.
وقد يجري الزواج على النظام العرفي، فيكون بإيجاب من الولي وقبول الزوج، ويحضر العقد شهود، ويعلن عنه، فهذا زواج صحيح لا شك في صحته، وكل ما يترتب على عدم تسجيله العقوبة المنصوص عليها في القانون.
وقد يتزوج رجل من غير تسجيل للعقد، لأنه يريد أن لا تعلم زوجته ولا أولاده بزواجه، وقد يمنعه من تسجيل العقد عقبات وضعتها قوانين الأقوال الشخصية في بلاده، كالقوانين التي تمنع التعدد مطلقاً، أو تمنعه في حال رفض الزوجة الأولى له، فيلجأ إلى التزوج من غير تسجيل العقد، وقد انتشر الزواج العرفي بين شباب الجامعات في مصر، وأصبح ظاهرة مخيفة، تقلق عقول أصحاب الرأي.
وقد صدرت فتاوى تبيح مثل هذا الزواج، وقد سهلت هذه الفتاوى انتشار هذا الزواج، وحجة هذه الفتاوى أن الزواج الشرعي لا يشترط فيه تسجيل العقد، ولا أن يكون على يد القاضي أو الحاكم.
هل عدم اشتراط تسجيل العقود في الزواج الشرعي صحيحاً؟
وعدم اشتراط تسجيل العقود في الزواج الشرعي قول صحيح، ولكن الزواج لابد له من شروط، وما لم تتوافر هذه الشروط فإن الزواج يكون غير صحيح، وكثير من هذه الشروط لا تتوافر في الزواج العرفي.
إن جمهور أهل العلم على أن الولي شرط في النكاح، وهم يبطلون الزواج الذي يتم من غير ولي، ونحن وإن كنا لا نبطل العقود التي تتم على يد القاضي من غير ولي، لأن العقد الذي يحكم به حاكم فيما هو مختلف فيه عند أهل السنة عقد صحيح، ولكننا لا نصحح العقد الذي لا ولي فيه إذا لم يجر على يد القاضي، وكذلك بقية الشروط المختلف فيها.
إن تصحيح العقد العرفي إذا توافرت فيه أركان العقد الشرعي وشروطه قول سديد، ولكن على الفقيه أن يبحث في العقد العرفي الذي يستفتى في صحته، هل اكتملت فيه الأركان والشروط.
الأضرار التي تنشأ عن عدم تسجيل عقد الزواج:
عدم تسجيل العقد حتى مع القول بصحة العقد ينشأ عنه أضرار بالغة تضر بالزوجين أو أحدهما وبخاصة المرأة وأولادهما، ذلك أن عدم التسجيل يسهل للزوج الانتفاء من الزواج، وقد لا يستطيع الزوج إثبات العقد، وقد يتوفى، ولا تستطيع المرأة إثبات عقد النكاح لنفسها، فتضيع حقوقها من الإرث والنفقة، وقد تضر بأولادها، إذا لم تستطع إثبات نسبهم إلى أبيهم في حياته أو بعد وفاته.
أضف إلى هذا أن بعض ضعاف النفوس يتخذون العقود العرفية مطية لتحقيق رغباتهم الهابطة، وعندما يقضون وطرهم يلفظون أزواجهم غير مبالين بخلق ولا دين.
على المرأة أن تصر على أن تسجل عقد الزواج، ولا تترك نفسها لعبة في يد الذين في قلوبهم مرض.
إنَّ الزواج العرفي في أغلب الأحيان أصبح زواجاً سريّاٌ، يعقد بعيداً عن الولي، وقد يكون الشهود فيه شهود زور، وتفقد فيه المرأة حقوقها، وقد ينتفي الزوج من أولاده منها، ولا تستطيع أن تقيم عليه الحجة.
أهم الأسباب التي أدت إلى انتشار الزواج العرفي:
ومع أنَّ اللوم يوجّه بشدة في الزواج العرفي إلى الزوج والزوجة، ولكن الاختلاط الذي يتم في المجتمعات وخاصة الجامعات من غير رقيب ولا حسيب له دور في تأجيج الشهوة، وتلك الملابس الفاضحة التي تثير الغريزة الجنسية لها دور، وطلبات الزوجات الهائلة التي تلاحق بها الزوجات في الزواج المعلن لها دور في الزواج العرفي، وللقوانين دور في اللجوء إلى الزواج العرفي، فالمرأة التي لها راتب تقاعدي أو من الزوج المطلق قد تفقد هذا المرتب إن هي تزوجت زواجاً رسمياً، وقد ينتزع أولادها منها، فتلجأ إلى الزواج العرفي، ولكثرة ما يحمله القانون للزوج من نفقة في حال الزواج وحال حضانة زوجته للأولاد بعد طلاقها منه، يجعله يلجأ للزواج العرفي، إن مشكلة الزواج العرفي تحتاج إلى علاج في ضوء الأحكام الشرعية التي تعالج هذا الخلل.
End of Topic
(إيجاد)
(اطّلِع، تعرف، تعلم، درب عقلك، طور من نفسك، زِد معرفتك، كُن على معرفة، فالمعرفة بين يديك)
أهلاً ومرحباً بكم في | إيجاد | تسعدنا آرائكم ومشاركتكم معنا دائماً، فتشاركونا بآرائكم وتعليقاتكم التي تدفعنا إلى مزيداً من العطاء وإيجاد المعرفة