مفهوم علم البديع ونشأته:
مفهوم علم البديع:
البديع في اللغة:
البديع في اللغة ما جاء في اللسان بوصف الشيء ببدعه بدعا وابتدعه " أنشأه وأبداه ".
والبديع: الشيء الذي لا يكون له أول والبديع العجيب والبديع من أسماء الله عز وجل وفي القران قوله تعالي ((بديع السنوات والأرض)).
البديع في الاصطلاح:
في الاصطلاح: البديع: تزيين الألفاظ أو المعاني بألوان بديعية من الجمال اللفظي أو المعنوي
وللخطيب القزويني تعريفان للبديع يكادان أن يكونان في تعريف واحد:
الأول: هو علم يعرف به وجوه لتحسين الكلام بعد رعاية المطابقة ووضوح الدلالة.
والثاني: هو علم يعرف به وجوه تحسين الكلام بعد رعاية تطبيقية على مقتضى الحال ووضوح الدلالة"
مراحل نشأة علم البديع وتطوره:
خضع علم البديع إلى مد وجزر في دلالته عند البلاغيين القدام لهذا دُرس على حقبتين زمنيتين:
الأولى وهي مرحلة ما قبل القرن السابع الهجري وفي هذه الفترة أضلع البديع على الشعر الذي أتى به العباسيون وهم أول من أطلق هذا المصطلح على الشعر الجديد، ومسلم ابن الوليد توفي 208 هـ أول من قال الشعر المعروف بالبديع وبد تبعه فيه جماعة واشهرهم أبو تمام الطائي، ولكن هذا الجديد الذي أتى به مسلم بن الوليد لم يكن محموداً في عصره.
ويرى الجاحظ أن البديع مقصور على العرب لأن لغتهم فاقت كل اللغات التي في قدرتها التوليد والاشتقاق وهذا يمكنها إطلاق قوتها الكامنة فيأتي المبدعون بكل جديد منها، وابن المعتز هو أول من أفرد البديع بدراسة مستقلة لكن هذه الدراسة لا تخلو من الشوائب وقد نفى عن المحدثين سبق هذا العلم عندهم رغم انه كثير في أشعارهم حين قال:
" وإنما غرض في هذا الكتاب تعريف الناس أن المحدثين لم يسبقوا المتقدمين إلى شيء من أبواب البديع، ثم جاء قدامة بن جعفر حيث ألف كتاب في البديع وذكر فيه سبعة وعشرين نوع من أنواع البديع قد اتفق مع ابن المعتز في سبعة منها وانفرد بالأخر في كتاب بعنوان (نقد الشعر)
ثم جاء أبو هلال العسكري في كتابه الصناعين الذي ابتكر فيه ستة أنواع وهي التشطير والمجاوزة والتطريز والمضاعف والتطلق والاستشهاد، وادعى انه بذلك حصر أنواع البديع منتهى إلى رأي شبيه برأي ابن المعتز أن الأقدمون عرفوا هذه الأنواع.
- أما البلاقاني: ذكر في كتابه (إعجاز القرآن) خمسة وعشرين نوع من أنواع البديع ونبه أن أنواع البديع اكثر من ذلك ولكنه لم يهدف إلى ذكرها جميعاً.
- ابن رشيق: حيث ذكر في كتابه (العمدة) ثلاثة وثلاثين نوع من البديع: المجاز – الاستعارة – التمثيل – المثل السائر – التشبيه، الإشارة – التبيع – التجنيس – الترديد – التصوير – المطابقة – المقابلة – التفسير، وغيرها الكثر.
- أسامة بن منقذ: الذي توسع مفهوم البديع عنده كثيراً حين ذكر في كتابة (البديع في نقد الشعر) حيث ذكر منها تسعة وتسعون ضرباً منها باب الرشاقة والجهامة والتداخل، والتوارد.
- الحقبة الثانية: وتبدأ هذه الحقبة في القرن السابع الهجري وفيها اتجاهان:
- الأول: وهو محافظ وتابع مفهوم القدامى الذي توسع في أبواب البديع ومنهم:
ابن أبي الأصبع المصري: حيث بلغ البديع عند مئة وثلاثة وعشرين باباً في كتابه (تحرير التحبير)، وأيضاً صفي الدين الحلى: الذي نظم بديعية تقع في مئة وخمسة وأربعين بيتاً
والاتجاه الثاني: نحا منحى التحديد والتخصيص وعلى رأسه السكاكي الذي عده النقارأس مدرسة التفنين في " مفتاح العلوم " حيث قسم البديع فيه إلى قسمين ما يرجع إلى المعنى، ومنها؛ التجنيس – القلب – الأسجاع والترصيع، وبهذا يكون قد سلك طريق التخصيص والبعد عن التعميم.
وفي هذا الاتجاه: محمد بن علي الجرجاني حيث توصل في كتابة " الإشارات والتنبيهات في علم البلاغة " إلى تعريف علم البديع تعريف رائد جامع مانع حيث يقول " علم البديع علم يعرف منه وجوه تحسين الكلام باعتبار نسبة بعض أجزائه إلى بعض بغير الإبناد والتعليق مع رعاية أسباب البلاغة " ورتب أنواع البديع تحت عنوانين:
1) المحسنات المعنوية: تتضمن، المقابلة – المطابقة – المناسبة
2) المحسنات اللفظية: الجناس التام – الجناس الناقص المحلق بالجناس، وسلك الخطين القزويني هذا الاتجاه في كتابة الإيضاح في علوم البلاغة حيث انه أفرد القسم الثالث لعلم البديع الذي تضمن المحسنات المعنوية اللف والسحر – المطابقة – المشاكلة، والمحسنات اللفظية منها " الجناس – رد الحر على السدر – السجع – الموازنة، وهذا التبويب الذي انتهى إليه القزويني هو التبويب الذي استقر عليه الدرس البديعي، وإن حدث تغير فيكون طفيف جداً.
End of Topic
(إيجاد)
(اطّلِع، تعرف، تعلم، درب عقلك، طور من نفسك، زِد معرفتك، كُن على معرفة، فالمعرفة بين يديك)
أهلاً ومرحباً بكم في | إيجاد | تسعدنا آرائكم ومشاركتكم معنا دائماً، فتشاركونا بآرائكم وتعليقاتكم التي تدفعنا إلى مزيداً من العطاء وإيجاد المعرفة