إعلان الرئيسية

أهم عوامل نهضة الأدب والثقافة في العصر المملوكي، والعصر الأندلسي:


نقدم لكم اليوم هذا البحث الهام، المُفصل والمُنسق بطريقة احترافية، ويحتوي هذا البحث على: " أهم عوامل نهضة الأدب والثقافة في كلاً من العصر المملوكي والعصر الأندلسي وأهم الأغراض الشعرية والنثرية في العصرين "

أولاً: أهم عوامل نهضة الأدب والثقافة في العصر المملوكي:


١- هجرة العلماء والادباء إلى مصر والشام: في العصر المملوكي وفي بدايته بصفه خاصه وفد كثير من العلماء والادباء الى بلاد مصر والشام من شتي الاقطار الإسلامية الاخرى وقد دفعهم الى ذلك عده اشياء منها الفرار من ظلم وطغيان جيوش التتار في المشرق ومنها كرم الضيافة وعظيم التقدير وحينما اسقر هؤلاء العلماء اخذوا يشاركون في الحياه العلمية ويسهمون في نهضتها ومن هؤلاء ابن خلكان الإربلي وابن مالك الاندلسي.

٢-  تشجيع السلاطين والامراء: أن سلاطين المماليك كان لهم ميل علمي ولذلك احبوا العلماء وقربوهم الى مجالسهم وانفقوا عليهم بسخاء وفتحوا امامهم مجال العمل والترقي في ديوان الانشاء واعمال الكتابة وقد دفعهم هذا التشجيع الى بذل الجهد وقصر الوقت على البحث والتأليف وجمع الشوارد وتعليم الطلبة من الاشياء التي كانت سببا في النهضة العلمية.

٣- إنشاء المدارس والجامعات: احتفل سلاطين المماليك في مصر والشام بإقامة المدارس والجامعات التي تحمل على عاتقها رساله العلم والدين وكانت هذه المدارس خلايا تزخر بالطلاب الذين يفدون اليها من كل صوب، وكان للأمراء والاميرات إغداق على الناشئة من طعام أو مال أو كسوي فتخرج على ايديهم من حمل عبء التدريس او الفتوى والوعظ والتأليف فيما اكتملت فيه كفايته وهذه المدارس من اهمها المدرسة الظاهرية والمدرسة المنصورية والمدرسة الناصرية.

٤- إقامة المساجد الجامعة : المساجد الجامعة هي التي لا يقتصر دورها على اداء العبادات فقط بل تضم الى جانب ذلك وظائف اخرى من اهمها تعليم النشء وقد عني المماليك بإقامة هذا النوع من المساجد وأعدوا لها العلماء، ولم يقتصر دور المماليك على اقامه تلك المساجد بل انهم عملوا عمل اعاده تعمير المساجد الكبرى ومن اهم هذه المساجد المجددة والمقامة في عصر المماليك مسجد عمرو بن العاص وجامع ابن طولون وجامع السلطان حسن وغيرها.

٥- إنشاء خزائن الكتب والعناية بها: فقد أكثروا من إنشائها وبالغوا في تشييدها وقد دفعهم الى ذلك عده امور منها حبهم للعلم واقتناء الكتب والخوف على الكتب المتبقية من العصر السابق وقد أقاموا تلك الخزائن منفردة في بعض الاحيان وملحقه ببعض دور العلم احيانا اخرى ومن اشهر هذه الخزائن خزانة الكتب في جامع الحاكم بأمر الله والخزانة الملحقة بجامع الخطيرى ببولاق.

ثانياً: أهم عوامل نهضة الأدب والثقافة في العصر الأندلسي:


١- التوفر علي فنون الأدب وحفظ مأثورة: توفر الاندلسيون على فنون الادب وانصرفوا اليها و اكثروا من حفظ مأثوره ، لقد ساعد الاندلسيين على ذلك الى جانب قوه أذهانهم وصفاء افكارهم تشجيع ملوكهم على الحفظ بما كانوا يفرضونه من جوائز لمن يحفظ كتابا بعينه مما دعا الى اقبال الناس على الحفظ رغبه في عطايا الملوك والفخر.

٢- إكرام الأدباء وإثابتهم: واكرام الأدباء وإثابتهم على ما تجود به قرائحهم يدعو الى رقى الادب ويحبب فيه ويكثر انصاره واشياعه ، وكان من مظاهر ذلك الاحترام والتقدير غضهم الطرف عن هفوات ذوي الأدب واغتفارهم لهم ما لا يغتفر لغيرهم .

٣- قصر مراتب الدولة علي الأدباء: فقد كان الملوك والامراء يصطفون الوزراء وكان عشاق الادب يتنافسون في الشهرة على حسابه وانه ليصعب عليك أن تظفر في الاندلس بذي مرتبة عالية وصاحب حظوة وشهرة، لم يكن الادب جل بضاعته وأعظم مؤهلاته.

٤- شيوع النقد الأدبي: ويضاف الى هذه العوامل شيوع النقد الادبي بالأندلس وإسداء المديح لمن أجاد وابدع ولقد عم منور نقدهم الأدبي وافاد الادب اجل الفوائد ومنحه من الترقية ما لا يستهان به ولعل من المناسب هنا الى ان نشير هنا الي اثنين اولهما أبو عامر بن شهيد فقد اثبت له ابن بسام في الذخيرة بقوه عقلي وجوده ادبه وحسن ابتكاره، والثاني ابو عبيد الله البكري صاحب التنبيه على اوهام ابي علي.

٥- اتساع الحركة العلمية: شمولها جميع الطبقات وإمداد الراغبين في الادب وفنونه ولقد كانوا لا يكتفون من الاديب بصوغ النظم الا ان يجمع شتات العلوم ويلملم بأطراف الفنون وبنظر العارفين، وكما افاد بذلك في نشر العلم وتوسيع محيطه وذيوع الوانه وفنونه بين مختلف الافراد والطبقات.

٦- حال البلاد الطبيعية والسياسية والاجتماعية: وكان لحال البلاد الطبيعية في ذلك أثر جلي وساعد قوي اذ أثر في أدباءها الكثيرين وفي انتاجهم الخصيب جمال البيئة وطيب الهواء وخصب التربة وضحك الازهار، واثر كذلك الحال السياسية التي كان عليها الاندلس فأصبحوا يتنافسون في جذب الأدباء اليهم وجعلهم بطانتهم ومشاوريهم تطلعا لنيل الشهرة والحب عن طريق الادب.

٧- اهتمام الملوك والامراء والخلفاء بالأدب: اهتم الملوك والامراء والخلفاء بالأدب واهله فشجعوا الشعراء والكتاب وبالغوا في تكريمهم وبذل المكافئات والجوائز لهم وكما ازدهر الشعر الى اقصى حد ممكن حتى ليظن الانسان ان كل اهل الاندلس اصبحوا شعراء وفعلا اصبحوا كذلك.

أهم الأغراض الشعرية في العصرالمملوكي والعصر الأندلسي:


أولاً: أهم الأغراض الشعرية في العصر المملوكي:


١- الشعر الديني: يقصد بهذا الشعر تلك القصائد التي قيلت في ما يتصل بأمور الدين الاسلامي وقد كان الشعر العربي في هذا العصر حافلا بهذا النوع ولعل ذلك راجعا الى ما يلي : الحروب المستمرة آنذاك بين المسلمين واعدائهم وحب سلاطين المماليك للدين الاسلامي وانتشار الطرق الصوفية آنذاك والنزعة الدينية المتأصلة في نفوس الغالبية العظمى من الشعوب العربية، وتتمثل اهم المعاني المتصلة بهذا الغرض في وصف شجاعة الابطال المسلمين وتصوير شدة بأسهم وقوتهم الخارقة ثم بيان نصرتهم للدين و خذلناهم للشرك والكفر، ومن اهم نماذج هذا الغرض قول " محي الدين ":

    يا من محا بالعدل للظلم فينا من ظلم  
   
يا من تساق إليه التتار غنيمة مثل الغنم

٢- المديح النبوي: مديح المصطفى صلى الله عليه وسلم ضرب كبير وعظيم فقد تناول شعراء العرب نبيهم منذ ظهوره في اثارهم بالثناء والتقدير والدفاع عنه والتعرض لسيرته وحياته ومعجزاته والثناء على اهل بيته وصحابته واتباعه ومن اهم شعراء هذه الطوائف المادحة للرسول صلى الله عليه وسلم نذكر البوصيري وجمال الدين بن نباته وابن حجر العسقلاني، واما عن اسباب شيوع هذا الغرض فإنها ترجع الى اضطراب الحياه السياسية في معظم الاحيان وسوء الحياه الاجتماعية وجثوم الخطر على البلاد من قبل الاعداء الطامعين هذا بالإضافة الى العناية البارزة آنذاك بدراسة الحديث النبوي وقيام الشعراء بالرد على اعداء الاسلام ومن نماذج المديح النبوي قول "الشاب الظريف":

شرح الإله الصدر منك لأربع فري الملائك حولك الإخوان

وحبيت في خمس بظل غمامة لك في الهواجر جرمها صيوان

٣- الزهد والتصوف: اعتني سلاطين المماليك بالتصوف واهله عناية كبري وقد كان لهذه العناية للكبرى اثرها العظيم في ازدهار التصوف في العهد المملوكي، ومن مظاهر ذلك انه قد تعددت طرقه وكثرت مشايخه واتباعه وتحددت معاملته واتجاهاته، وشعراء هذا الغرض كثيرون منهم عبد الملك القوصي وشمس الدين ابن القماح والبوصيري وابن نباته ومن الاشعار التي تمثل هذا الغرض قول لصلاح الدين في الزهد في الدنيا

ألا إنما الدنيا مطية راكب تسير به في مهمه وسباسب

فإما إلي خير يسر نواله بها وإما إلى شر وسوء معاطب

٤- الشكوى: الشكوى هي تعبير الانسان عما يؤرقه ويؤلمه من الامور وقد شكا الشعراء العرب من احوالهم السيئة وامرهم الصعبة واوضاعهم الاجتماعية والسياسية كانت في غايه السوء فقد حرمتهم الدنيا او حرمت الغالية منهم من الخير والجاه والمنصب ومما كانوا له اهلا ومن هنا كثر شعراء الشكوى في العصر المملوكي وارتقت اثاره ومن اهم معانيه آنذاك شكوى ظروف الزمان وغيره وشعراء هذا النوع كثيرون منهم الشاب الظريف وابن الوردي ومن شكوى الزمان قول " ابن الوردي ":

أشكو إلي الله زماني الذي صرت إليه وتحيرت فيه

أي امرئ جربت من أهله يظهر منه كل أمر كريه

٥- الشعر الإخواني: هو تلك الرسائل المنظومة التي كان يبعث فيها الشعراء الى بعضهم بعضا او الى اصدقائهما واحبابهم .

٦- الشعر التعليمي: الشعر التعليمي هو النظم الذي يحتوي على قواعد العلم في مختلف الفروع حيث قاموا بصياغة المطولات في شتى فروع العلم لجمع أسسها ويبدو ان ذلك كان بسبب نشاط الحركة العلمية نذاكر فقد كثر هذا النوع من الشعور وشمل جميع العلوم وبخاصه علوم الدين واللغة والتاريخ.

٧- الألغاز والأحاجي: وهي تعني أن يأتي المتكلم بعدة ألفاظ مشتركه من غير ذكر للموصوف ويأتي بعبارات يدل ظاهرها علي غيره ويدل باطنها عليه وقد تناولوا فيها معاني شتي ومن أهمها ما يصل بالأزهار والنباتات وأدوات المنزل والحقل ومن هذه الالغاز قول الشاعر " محي الدين ":

وذي أذن بلا سمع له قــلـــب بلا قــلـــب

إذا استولي علي حب فقل ما شئت في الصبّ

ثانياً: أهم الأغراض الشعرية في العصر الأندلسي: 


- المدح: أوحت الحياة الاجتماعية بالأندلس الى الشعراء ان يمدحوا الخلفاء والرؤساء وان يشيدوا بذكرهم وذكر مفاخرهم ومن ذلك قول " ابن شهيد " في مديح " عبد العزيز المؤتمن ":

وغمام باكرتنا عينه تترع الأفق بدمع صيب

وقد حافظ المدح الاندلسي على الاسلوب القديم وكان الشعراء يعنون بالاستهلال وحسن التخلص.

- الوصف: انتقل العرب الى الاندلس فوجدوا في القطر الجديد طبيعة مشرقه جميله تشبه القطر الذي قدموا منه في اعتدال الهواء وطيب الاقليم فعاشوا فيه كما عاشوا في بلادهم الاولى فوصفوا الفراق والجوي وظلوا كذلك حتى القرن الخامس الهجري فكانوا فئتين فئة تعيش مع المشرقين في المعاني والالفاظ وفئة تشق طريقها الى معان طريفة فيها كثير من التجديد ولعل من ابرز شعراء هذه الفئه ابن زيدون وابن خفاجة .

- الحكمة: كان حجب الاندلسيين عن الفلسفة وعدم تمكينهم من كتبها سببا في قله الشعر كما كانت حياتهم المترفة الناعمة غير مشجعه على القول في الزهد والتصوف وهذان الامران مجتمعان كفيلان الا يخرجا من بينهم شعراء ينظمون الحكمة.

- شعر الزهد والتصوف والمدائح النبوية:


- الزهد: منا لا شك فيه أن النفس الانسانية تنزع نحو الزهد عندما تضيق بها الحياة، ويري الدكتور إحسان عباس أن شعر الزهد في الأندلس قد ولد في أحضان الثورة علي الحكم الوبضى، والواقع أن موجة الزهد التي احتدمت هذا العصر لم تكن وليدة عصرها فحسب وإنما كان امتداد لتيار الزهد الذي انتشر في الأندلس في العصور التي سبقت عصر الموحدين، وأبرز شعراء الزهد في الأندلس هو أبو وهب عبد الرحمن العباسي القرطبي وأبو الحجاج بن يوسف.

- التصوف: لئن كان الزهد دعوة إلى الانصراف عن ترف الحياة فإن التصوف شظف وخشونة وانعزال عن الخلق في الخلوة إلى العبادة، ومن الشعراء المتصوفين أبو عمر أحمد بن عيسى الإلبيري.

- شعراء المدائح النبوية: وقد أخذت هذه المدائح تتكاثر في الأندلس منذ عصر أمراء الطوائف التي أصبحت فيه الأندلس دولا وإمارات كثيرة ولقد تكاثر المديح النبوي إذا اتخذه الشعراء الاندلسيون أداة للاستغاثة والاستنجاد بالرسول الكريم لإنقاذهم من محنتهم وكانوا لا يكتفون بنظم الأشعار النبوية إذ كانوا يرفقونها إلي إلى القبر النبوي الشريف، ومن اشهر هؤلاء الشعراء : السيد البطليوسي وابن الجنان ولسان الدين بن الخطيب .

- الرثاء: لقد اتجه الرثاء الأندلسي اتجاهات كثيرة ومن أبزها:

رثاء الافراد: وهي الندب أو النوح لموت ذوي الرحم والتأبين بذكر فضائل الميت تبيانا لخسارة المجتمع فيه والعزاء بتصوير الموت وأنه سنة من سنن الكون لا مفر منه ولا نجاة.

ومنها رثاء المدن الأندلسية، ومنها رثاء المماليك ومنا رثاء الاندلس ومنها شعر الحماسة ومنها شعراء الطبيعة فلقد وصفوا طبيعتهم الفاتنة فكانت أغني بقاع المسلمون منظرا وأوفرها جمالا ولقد وصفوا الخمر وأوانيها من كؤوس وأباريق، وأخيرا وهو الغزل : فلقد انتقلت الشخصية العربية بجميع مميزاتها وعناصرها حتى العناصر البدوية التي لا تتصل بعناصر الحضارة الأندلسية.

كقول " ابن خفاجة ": (ألا ليت أنفاس الرياح النواسم يحيين علي الوضحات المباسم)

أهم الفنون النثرية في العصر المملوكي والعصر الأندلسي:


أولاً: أهم الفنون النثرية في العصر المملوكي: 


إن للنثر الفني في العصر المملوكي أنواعا كثيره وان من أهم انواعه ما يلي:

- الرسائل الاخوانية: يقصد بهذا اللون من فن الرسائل في ذلك العصر تلك الخطابات التي كان يبعث بها الادباء والكتاب العرب في العهد المملوكي الى احبابهم من الاهل او الاصدقاء في المناسبات وهذه الرسائل تتسم بالصدق وحراره العاطفة، وأما عن موضوعاته فهي كثيره من اهمها الشوق والشكوى والشكر واظهار الولاء والتهنئة والتعزية، واما عن اسلوب هذه الرسائل فهي الاسلوب الادبي العام واما عن منهجها فهو يتمثل في البدء بمقدمه تشتمل على البسملة والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن الاستهلالات البارعة التي تناسب ألفاظ الرسالة وموضوعها وبعد ذلك كله يأتي الموضوع الذي يعد هو الأساس الأول للرسالة ثم يكون الختام الذي يحلي بشيء من الابيات الشعرية المعبرة.

- الكتابات الوصفية: الكتابة الوصفية هي تلك المقطوعات النثرية الفنية التي كان يصوغها الكتاب في وصف شيء من مفردات البيئة وهذا النوع كان اجل بضائعهم واخف مناهج اساليبهم وعن طريقه كانوا يظهرون قوتهم وبلاغتهم، واما عن الخصائص الفنية لهذا النوع من الفن النثري فتتمثل في إيثار الصياغة الأسلوبية المؤثرة وسرد النعوت المتعددة للموصوف والاخيلية الجميلة وشيوع العاطفة القوية .

- المقامات: جمع مقامة وهي في اللغة اسم للمجلس، ولقد نشأ هذا الفن النثر الفني في العصر العباسي، وحينما أقبل الكتّاب المملوكيون عي هذا الفن لم يقفوا جامدين عند حدوده الأولى الواردة عن العصر العباسي، بل أخذوا يطورون في موضوعه ومذهبه، فاتسع في هذا العصر وشمل الغزل والمجون والوصف والشكوى فلقد أصبحت تقوم على المناظرات والمفاخرات وقلب المحاسن مساوئ بغرض الإفحام وإظهار القدرة علي القهر والغلبة ولهذا الفن كتّاب كثيرون من أشهرهم الشاب الظريف وابن الوردي.

ثانياً: أهم الفنون النثرية في العصر الأندلس:

- الخطابة : تتميز الخطابة الأندلسية في هذا الطور بالبساطة والوضوح والايجاز والابتعاد عن المحسنات البديعية، فلقد حرص بعض الخطباء على شاعريه الاسلوب فكاد ان يكون كلامهم منظوما ثم عكفوا على تضمين خطبهم شيئا من القران الكريم والحديث الشريف والحكم والامثال والشعر وتخير الالفاظ الجزلة المعبرة والبعد عن التكلف والاعتماد على الطبع في الجودة، وتكاد تنحصر اغراضها في الدفاع عن الدين الاسلامي الحنيف والصبر على الحوادث والكوارث والخطوب.

- الكتابة الإنشائية: 

وهي علي ثلاث مراحل:

- المرحلة الاولي: وهي عصر الولاة: في هذه المرحلة كان الكتاب من العرب الفاتحين وقد كان هؤلاء الكتاب في شغل بالأحداث الحربية والسياسية والاجتماعية عن التجويد والتجديد في الكتابة، ومن هنا لم يظهر نثر كثير في هذه المرحلة.

- المرحلة الثانية: عصر بني أمية وملوك الطوائف ولقد ازدهرت الكتابة في هذه المرحلة ازدهارا كبيرا في إطار النهضة العلمية، ولقد تنوعت أغراض الكتابة في هذه المرحلة فشملت كل أغراض الكتابة في الشرق كالمناظرة وتسجيل جوانب الحياة التي يعيشونها، وخصائص الكتابة في هذه المرحلة تتمثل في الاقتباس من القرآن الكريم والأحاديث النبوية وكثرة التضمن بالحكم والأمثال والإشارة إلى الوقائع والأحداث التاريخية.

- المرحلة الثالثة: وفي هذه المرحلة كانت الأندلس تخضع لحكم المرابطين ولم يعنوا باللغة ولا بالأدب، وخصائص الكتابة في هذه المرحلة تبدو في الأسلوب المتكلف من سجع مهلل الفقرات يفقد الحلاوة والموسيقى ومن تورية بمصطلحات العلوم مليئة بالغثاثة والسآمة وتاهت المعاني في زحمة الإطناب.

الكتابة الإنشائية في الأندلس:


أولاً: الرسائل ؛ ومن أبرزها:

١- الرسائل الديوانية: وهي تلك الرسائل التي كانت تعالج شؤن الإدارة والتنظيم الداخلي الذي يتعلق بالحياة العامة وشؤن الرعية، ومن أهم ألوانها في الأندلس رسائل التولية والتعين ورسائل التوجيهات والأوامر.

٢- الرسائل الإخوانية: وهي تلك الرسائل التي تصور عواطف الكتاب وانفعالاتهم ومشاعرهم الخاصة وتنقسم إلي قسمين :

أولاهما: الرسائل الإخوانية شبه الرسمية : وهي تلك الرسائل التي تحتفظ بالبعد الاجتماعي بين الكاتب والمخاطب.

وثانيهما: الرسائل الإخوانية الذاتية : وهي التي تتناول ما يدور بين الأصدقاء من عتاب وشوق وعزاء وما الي ذلك.

٣- رسائل المفاضلات والمفاخرات : وهي تلك الرسائل الادبية التي تقوم علي أساس التفاخر والمناظرة والجدل والنقاش والاحتجاج بين الورود والازهار والشعوب والجماعات.

(أ‌) المفاخرات بين الأزهار والورود: تقع في مقدمة هذا اللون من الرسائل طريفة كتبها ابن برد الأصغر لابن جهور وصف فيها خمسة من الأزهار وفضل عليها الورد.

(ب‌) فضائل البلدان: ويقصد بها تلك الرسائل التي تدور حول الإشادة والمباهاة بفضائل الأندلس وما فيها من سمات الحضارة والوان الثقافة وبما خصها الله من محاسن وصفات تختص بها دون غيرها.

٤- الرسائل الدينية: وهي ثلاث موضوعات:

(أ‌) رسائل التحميدات والتسبيحات: ويقصد بها تلك الرسائل التي تقوم علي تمجيد الله عز وجل وتقديسه وتعظيم الذات الإلهية وتنزيهها.

(ب‌) رسائل الشوق والوجد الديني: لقد أثار الوجد والشوق الديني إلي زيارة الأماكن المقدسة لونا طريفا من ألوان أداب الرسائل.

(ج) رسائل الوعظ والزهد: شاع الزهد في الأندلس وكان صادرا في جملته عن روح الإسلام الذي يحث علي اتخاذ العبرة والعظة والتفكير في الماضي والحاضر.

٥- الرسائل الاجتماعية: واكب أدب الرسائل في الأندلس الحياة الاجتماعية المضطربة فصور كثيرا من ملامحها كما استطاع أن يعبر عن الظروف النفسية الصعبة التي عاشها أبناء الأندلس آنذاك.

ثانياً: المقامات: المقامة تطلق علي الحديث القصصي القصير الذي يصور فيه كيف يحتال أديب متسول علي سامعيه بسجعه وأساليبه الرشيقة.

ثالثاً: القصة: كان للقصة العربية نصيب من اهتمام بعض أدباء الاندلس وهب لم تحتل مكانا عريضا مثل الذي احتله الشعر من موشح وقصيد، ومن كتاب القصة العربية في الأندلس أبو عامر بن شهيد الشاعر الكاتب الأندلسي.


وفي النهاية نترككم في رعاية الله وآمنه، وإلى اللقاء في موضوع قادم يجمعنا بكم على خير إن شاء الله 

(إيجاد)

(اطّلِع، تعرف، تعلم، درب عقلك، طور من نفسك، زِد معرفتك، كُن على معرفة، فالمعرفة بين يديك)

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

أهلاً ومرحباً بكم في | إيجاد | تسعدنا آرائكم ومشاركتكم معنا دائماً، فتشاركونا بآرائكم وتعليقاتكم التي تدفعنا إلى مزيداً من العطاء وإيجاد المعرفة