إعلان الرئيسية

 أهلاً ومرحباً بكم أحبائنا متابعي وزوار (إيجاد) في كل مكان


في معرفة جديدة تجمعنا وإياكم
وموضوعنا اليوم عن:

الشك بداية التفكير؛ فالوصول إلى اليقين


خلق الله الإنسان وأنعم عليه بكثيرٍ من النعم التي لا تعد ولا تحصى، ومن أهم تلك النعم التي أنعم الله بها على الإنسان (العقل)

فقد أنعم الله عز وجل على الإنسان بنعمة العقل وميزه به عن باقي المخلوقات فبالعقل استطاع الإنسان أن يُسخر كل شيئاً حوله من جماد ونبات وحيوان ليكونوا طوع أمره فأصبح الإنسان سيداً في الأرض بنعمة العقل

الشك بداية التفكير

الشك بداية التفكير، والدليل على ذلك أننا إذا أمعنا النظر في اختراعات وابتكارات أعظم العقول في التاريخ لوجدنا أن كل إنجاز قام به احداً منهم قد بدأ بالشك فالفكرة تبدأ بالشك وكلمة الشك ليست بالكلمة السيئة في كل الأحوال وجميع الحالات، فناك شك الغرض منه الوصول إلى الحقيقة والنفع بعكس الشك الذي يتحول إلى مرض يصيب الإنسان، ليُصبح لا يفارقه الشك ولو لحظة في كل شيء وفي كل الأشخاص

على سبيل المثال عندما ننظر إلى التاريخ لأحد الأشخاص المؤثرين في التاريخ من المبتكرين والمخترعين والباحثين في جميع المجالات سنجد أن أهم الأفكار التي وصلت لأهم الابتكارات والاختراعات والإنجازات ما هي إلى فكرة وليدة الشك، فقد بدأ صاحبها بالشك فيها من كل النواحي وبدأ بعدها بالدراسة والتمعن وبعدها قام بالتجربة والتنفيذ مرات ومرات حتى وصل إلى النتيجة النهائية وحتى تحول الشك إلى يقين حقيقي واضح ليس لصاحب الفكرة فقط بل للعالم أجمع

عندما يقوم الانسان بالتفكير في صنع شيء لابد وان يبدأ بالشك وهذه هي عظمة نعمة العقل ذلك الشيء الذي ليس له حدود عالماً يختلف من شخص لأخر على حسب ما وهبه الله من عقل متأمل مستنير مُبصر مُفكر مُبدع

ولا تعجب ممن لا يفكرون ويستخدمون عقولهم كثيراً، فتلك حكمةٌ أخرى من حكم الله عز وجل فليس كُلنا بنفس درجات ونسب الذكاء، وليس كُلنا مُبدعين، مُبتكرين، وليس كُلنا نمتلك نفس الأفكار أو المواهب، فالاختلاف والتنوع في كل شيء حتى في البشر له أسباب وحكمة، " فلولا اختلاف الأذواق لبارت السلع " كذلك الأمر بالنسبة للعقول.

ومن أكثر الأمثلة دلالةً على ان الشك هو بداية التفكير فبداية اليقين والتأكد


قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما طلب من الله عز وجل أن يُريهُ كيف يُحيي الموتى


﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ صدق الله العظيم

فقط خاطب سيدنا إبراهيم عليه السلام ربه سائلاً إياه أن يُريُه كيفية إحياء الموتى، فسأله الله عز وجل وهو أعلم به عن إيمانه، (أَوَلَمْ تُؤْمِن)، فأجابه إبراهيم ببقاء إيمانه، وأنه يُريد أن يطمئن قلبه حتى لا

تتغلب عليه الخواطر الشيطانية، فأمره الله تعالى أن يأخذ أربعة أجناس من الطير، ثم يذبحها ويقطعها أشلاء ثم يوزع هذه الأشلاء فوق عددٍ من الجبال، وأمره بعد ذلك أنْ يدعو الأجناس من الطير التي قام بذبحها وتقطيعها فتلتئم قطع الطير المختلفة ثم تأتيه مسرعة كما كانت قبل أن يذبحها؛ ليرى بعينية إحياء الله عز وجل للموتى

وهنا الشك بالنسبة لسيدنا إبراهيم عليه السلام كان خاطرة من الشيطان ليزعزع إيمانه بالله فأراد أن يطمئن قلبه حتى لا تعاوده تلك الأفكار وهذا الشك الذي تحول إلى يقين ثبت به واطمئن قلب سيدنا إبراهيم

إذن الشك هو بداية اليقين فأصل الفكرة لا يكون إلا بالشك والفكرة لا تولد إلا من خلال الشك

كما ان الإيمان يجب أن يكون عن يقين ولا يأتي اليقين إلا بعد الشك

والشك المقصود هنا في هذا الموضوع هو الشك المنهجي الذي يجعلنا نفكر ونُبدع ونبتكر ونصل إلى الحقيقة واليقين وليس الشك الا إرادي الذي يؤدي إلى الإيذاء والسقوط والصراع فهذا الشك مرض يؤدي بصاحبه إلى الهلاك النفسي والفكري والذي يمكن ان يتطور إلى أشياء لا تُحمد عقباها

وقد كان (رينيه ديكارت " أبو الفلسفة الحديثة ") وهو الشخصية الرئيسية لمذهب العقلانية وهو صاحب مقولة " أنا أُفكر، إذن أنا موجود " وهو صاحب نظرية المعرفة، قد قال (ريكارت) " كلما شككت ازددت تفكيراً فازددت يقيناً بوجودي "

ورغم اختلاف أفكار الغرب عن أفكارنا في كثيراً من الأمور والمعتقدات ألا انا الشك الذي يؤدي بنا إلى التفكير فاليقين هو شيئاً إيماني قبل ان يكون فلسفي

فقد خلق الله الانسان ليعبده وليتأمل ويُفكر ويبتكر ويُبدع ويصنع كل ما هو مفيد وصالح

فعندما تريد أن تصل الى المعلومة الصحيحة والحقيقة الراسخة واليقين الذي لا شك فيه، يجب أن تشك فتفكر فتصل إلى الحقيقة فتتيقن وتصل إلى اليقين.


وفي النهاية نترككم في رعاية الله وآمنه، وإلى اللقاء في موضوع قادم يجمعنا بكم على خير إن شاء الله 

(إيجاد)

(اطّلِع، تعرف، تعلم، درب عقلك، طور من نفسك، زِد معرفتك، كُن على معرفة، فالمعرفة بين يديك)
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

أهلاً ومرحباً بكم في | إيجاد | تسعدنا آرائكم ومشاركتكم معنا دائماً، فتشاركونا بآرائكم وتعليقاتكم التي تدفعنا إلى مزيداً من العطاء وإيجاد المعرفة