إعلان الرئيسية

العدوى في المنشآت الصحية والأشخاص الأكثرة عرضة للإصابة بالعدوى


ترتبط عملية تقديم الخدمة الصحية بخطر انتقال العدوى سواء للمريض نفسه أو للمرضى الآخرين والعاملين بالمجال الصحي بل والمجتمع ككل، ويرجع ذلك إلى بعض الاعتبارات مثل:

- احتمال كونا لمرضى المتلقين للخدمة الطبية أكثر عرضة للإصابة بالعدوى

- قد يكون المرضى مصابين بأمراض معدية والتي بدورها قد تنتقل إلى الآخرين

- قد يتعرض المرضى لخطر انتقال العدوى من جراء عدم الالتزام باحتياطات مكافحة العدوى

وهناك عوامل أخرى قد تسهم في انتقال العدوى منها:


- زيادة عدد المترددين على المنشآت الصحية وتزايد معدلات الإقامة داخل المستشفيات حيث لا يتوافر الوقت والمكان اللازمين لمراعاة الالتزامات باحتياطات مكافحة العدوى

- نقص عدد العاملين في بعض المنشآت الصحية

- ضعف إمكانيات البنية التحتية لبعض المنشآت الصحية

مصادر العدوى المكتسبة بالمنشآت الصحية:

هناك مصدران أساسيان للعدوى المكتسبة بالمنشآت الصحية:

- مصدر عدوى ذاتي:


وهو مسبب العدوى الموجود داخل المريض كجزء من الميكروبات المقيمة (الفلورا الطبيعية)، وأثناء إقامة المريض في المستشفى والتعامل معه قد يطرأ تغير على مستوى مناعته او تصل بعض هذه الميكروبات للمناطق المعقمة بطبيعتها من الجسم اثناء القيام ببعض الإجراءات الاختراقية كما هو الحال في تركيب قسطرة وريدية او بولية او اجراء عملية جراحية او قد يزيد عدد هذه الميكروبات علن الطبيعي نتيجة عملية الضغط الانتقائي نتيجة استخدام المضادات الحيوية واسعة المجال مما يؤدي إلى حدوث العدوى

- مصدر عدوى خارجي:


تحدث العدوى عن طريق دخول بعض الميكروبات الى جسم المريض من مصدر خارجي، ومن ثم قد تنتقل إليه العدوى بطريقة مباشرة او غير مباشرة.

الحواجز الطبيعية التي تقي من العدوى داخل الجسم


1- الجلد:


هو خط الدفاع الأول بشرط ان يكون سليماً، وعند تعرض الجلد السليم للتلامس مع الميكروبات فإنه يمكن إزالة هذه الميكروبات عن طريق غسل الجلد، ولكن إذا جرح الجلد او فتح بأي طريقة كما هو الحال في الإكزيما او الجروح، عندئذً يمكن ان تدخل هذه الميكروبات الجسم عبر هذه الجروح.

2- الأغشية المخاطية:


تغطي الأغشية المخاطية بإفرازات طبيعية تقي الجسم من بعض الميكروبات التي قد تهاجم الجسم، كما ان الأغشية المخاطية عادة ما تغير وتبدل خلاياها للحفاظ على سلامتها، وتغاطي الفلورا الطبيعية الأغشية المخاطية وتقيها من البكتريا " الخارجية " وفي حالة ما إذا حدث أي تغير في الفلورا الطبيعية بسبب بعض الأدوية، فقد يؤدي ذلك إلى استعمار الميكروبات للجسم ومن ثم قد تحدث العدوى، وجدير بالذكر أ، الاستخدام غير الرشيد للمضادات الحيوية يدمر الفلورا الطبيعية التي تحل محلها سريعاً الميكروبات المسببة للأمراض.

3- المناعة الذاتية المعتمة على الأجسام المضادة:


وهي اجسام مضادة او بروتينات تفرزها بعض خلايا الجسم، ووظيفتها الهجوم على الميكروبات المسببة للأمراض التي تدخل الجسم وتحول دون انتشارها في الجسم.

4- المناعة الخلوية:


ويتحكم في هذا النوع من المناعة بعض أنواع خلايا الدم البيضاء التي تتولى تنسيق عملية مواجهة الميكروبات الغريبة عن الجسم، ولهذا أهمية بالغة فيما يتعلق بمناعة الجسم، وهذه الخلايا لديها القدرة على تدمير الميكروبات المسببة للأمر اض، حيث تهاجم هذه الخلايا الميكروبات مباشرة او تحفز مواد معينة (أجسام مضادة او الإنترفيرون) تعمل على تثبيط نشاط هذه الميكروبات، وتعتبر المناعة الخلوية هي المكون الأساسي للجهاز المناعي داخل جسم الإنسان، حيث تختزن المعلومات وتتعرف على مولدات الأجسام المضادة (المستضدات) للميكروبات كما تقوم بتحفيز رد الفعل او الاستجابة الوقائية في حال إذا ما كان هناك احتمال للتعرض لبعض الميكروبات المسببة للمرض.

التحول من الاستعمار بالميكروبات إلى العدوى


تعتمد فرصة الإصابة بالعدوى من عدمها بعد التعرض للميكروبات على التفاعل بين هذه الميكروبات ودفاعات الجسم، وليس حتماً على كل من يصاب بالاستعمار الميكروبي ان يصاب بالعدوى، فقد يمثل أولئك الأشخاص الذين انتقلوا من مرحلة الاستعمار الميكروبي إلى مرحلة العدوى جزءاً بسيطاً فقط من إجمال الأفراد الحاملين للميكروب المسبب للمرض.

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى داخل المنشآت الصحية


يتمتع الأشخاص الأصحاء بمناعة طبيعية ضد العدوى، أما المرضى المصابون بنقص المناعة والأطفال حديثو الولادة والمسنون والأشخاص المصابون بأمراض مزمنة فهم اقل مقاومة للعدوى، ومن ثم فهم اكثر تعرضاً للإصابة بالعدوى بعد الاستعمار بالميكروبات، لذلك نجد ان العاملين الأصحاء وإن كانوا معرضين لخطر الإصابة بالعدوى في مكان عملهم إلا ان ذلك يكون بصورة أقل من المرضى.

الميكروبات المسببة للأمراض


إن مقاومة الجسم للعدوى عامل مهم جداً لتحديد ما إذا كان الشخص سيصاب بالعدوى بعد الاستعمار بالميكروبات أم لا، فالجلد والأغشية المخاطية تعمل كحواجز بين الجسم والبيئة المحيطة به، وقد تتم العدوى إذا ما تم اختراق هذه الحواجز، كما قد يتم تخطي الخواص الدفاعية للجلد (خط الدفاع الأول) إذا طالت مدة وجود جسم غريب أو أحد الأجهزة العلاجية داخل الجسم مثل القسطرة الوريدية أو القسطرة البولية، مما يتزايد معه احتمال الإصابة بالعدوى بمرور الوقت.

ومن اهم العوامل التي تحدد حدوث العدوى من عدمها هو طبيعة الميكروبات المكونة للمستعمرة وعددها وقدرتها على إحداث المرض، ومن هذه الميكروبات الفطريات والبكتيريا والفيروسات والطفيليات والتي قد تكون غير مسببة للمرض بطبيعتها، وتتوافر اللقاحات والأمصال وغيرها من أساليب العلاج الوقائية للكثير من هذه الميكروبات.

ولا تتم الإصابة بالعدوى عند وجود عدد ضئيل من الميكروبات داخل الانسجة او حولها، ولكن عندما يزداد العدد عن حد معين فمن المتوقع ان يصاب ذلك النسيج بالعدوى، ويختلف ذلك تبعاً لنوع الميكروبات وموضع دخولها من الجسم، وعلى سبيل المثال فإن الجرعة اللازمة لإحداث المرض بواسطة بعض أنواع المعويات مثل (Serratia Klebsiella spp) تزيد عن 100000 (10°) من الوحدات المكونة للمستعمرة/ ملم، على عكس الحال مع فيروس التهاب الكبد الوبائي " بي B " الذي يكفي فيه عدد قليل من الفيروسات لإحداث الإصابة.

End of Topic

(إيجاد)

(اطّلِع، تعرف، تعلم، درب عقلك، طور من نفسك، زِد معرفتك، كُن على معرفة، فالمعرفة بين يديك)

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

أهلاً ومرحباً بكم في | إيجاد | تسعدنا آرائكم ومشاركتكم معنا دائماً، فتشاركونا بآرائكم وتعليقاتكم التي تدفعنا إلى مزيداً من العطاء وإيجاد المعرفة