إعلان الرئيسية

القصة والرواية والمسرحية والفرق بينهم


تتعدد الأجناس الأدبية وتختلف من نوع لآخر إذ يكون لكل جنس من تلك الأجناس سمات تميزه عن بقاي الأجناس الأدبية الأخرى فنجد أن الأجناس الأدبية تشتمل على الشعر، الرواية، القصة، والمسرحية المكتوبة وذلك لأن الأجناس الأدبية تعتمد على القراءة في المقام الأول لذا نجد أن كل تلك الأجناس تتفق في أنها تقرأ، تلك السمة العامة لكل ما هو أدب، ولكن يختلف المسرح عن تلك الأجناس الأدبية في أنه يشترط على المسرحية لكي تكون مسرح أن تقدم على خشبة المسرح وأن تكون في حالة عرض مسرحي وتقدم أمام جمهور، وهذا لا يعني أنه ليس هناك مسرحيات مكتوبة ويمكن قراءتها فتكون في تلك الحالة من الأجناس الأدبية.

القصة:


التعريف اللغوي للقصة:


هي اللفظ الاشتقاقي من " قصص " ومعناه الأثر أي تتبع المسار ومن ثم رصد الأحداث.

التعريف الاصطلاحي للقصة:


هي فن أدبي منثور يتناول أحداث تتضمن أو تقوم على السرد أي متابعة عدد من الأحداث وتكون هذه الأحداث متخيلة.

والقصة نص أدبي يسرد فيه الكاتب أحداثاً معينة، تجرى بين شخصين أو عدد من الأشخاص يستند في قصها على الوصف والتصوير، مع التشويق، حتى يصل بالقارئ إلى نقطة تتأزم فيها الأحداث وتسمى (العُقدة)، فيتطلع القارئ معها إلى الحل الذي يأتي في النهاية

ويشترط في القصة من الناحية الفنية أن تحتوي على ثلاثة عناصر: تمهيد للأحداث، ثم عقدة تتأزم عندها الأحداث، ثم خاتمة يكون فيها الحل، والقصة تكون وسطاً بين الأقصوصة والرواية.

وهناك تقسيم يصف القصة إلى " قصة قصيرة " وهي الأقرب إلى الرواية والقصة القصيرة " الأقصوصة " لذا فالأقصوصة " القصة القصيرة " نص أدبي سردي يصور جانباً خاصاً من الحياة، ويكون التركيز فيها إما على الحدث أو على الشخصية، ولا يُعنى فيها الكاتب بالتفاصيل، ولا يلتزم ببداية ونهاية، وغالباً ما تدور حول مشهد واحد، أو حالة نفسية ما، أو لمحة محددة.

القصة القصيرة:


هي فن أدبي حديث لم يعرفه الأجداد على الرغم من أنهم عرفوا صوراً كثيرة للفن القصصي مثل " الملحمة " ولم تولد إلا مع ظهور الصحافة، كما تتراوح صفحاتها بين خمص صفحات وثلاثين صفحة، ولها مميزات خاصة نذكر منها:

مميزات القصة القصيرة:


1- تقوم القصة القصيرة على الحدث الواحدة أي الفعل الواحدة

2- وحدة الانطباع

3- القِصر

4- الكشف عن جانب من جوانب الشخصية في لحظة التنوير

5- ينبغي أن تشتمل على موقف إنساني يتطور نتيجة لفعل إرادي

كما تعد القصة القصيرة من أقرب الفنون الأدبية لروح العصر وانتقلت من التعميم كما في القصة الطويلة إلى التخصيص واكتفت بتصوير جانب واحد من جوانب حياة الفرد أو زاوية واحدة من زوايا الشخصية الإنسانية، وذلك بشكل مكثف وبإيجاز في كلمات منتخبة تؤدي إلى كشف الحقيقة أو تصوير رأي معين أو نقل انطباع خاص كما انها تتناول قطاعاً عرضياً من الحياة غير الرواية التي تتناول قطاعاً طويلاً من الحياة، وهي أقرب للتوغل في أبعاد النفس وليست مثل الرواية التي هي أقرب للتوغل في أبعاد الزمن.

- الرواية:


الرواية هي نص أدبي سردي، وهي أوسع من القصة في أحداثها، وشخصياتها، ويمتد فيها الزمن وتتعدد فيها العُقّد، وهي أشبه ما تكون بقصص متعددة متشابكة في نص واحد، ومضامينها متنوعة مثل مضامين القصة فمنها التاريخي، والاجتماعي، والنفسي، والفلسفي، والعاطفي.

كما أن الرواية من أصعب الفنون الأدبية على الإطلاق وذلك لنفس الأسباب التي تبدو سهلة وهي؛ غياب الضوابط الشكلية أو التقاليدية الثابتة التي تسهل على الكاتب مهمته، فهي لا تكتب نظماً مثل الشعر ولا هي مقسمة إلى فصول ومشاهد تخضع لأعراف سائدة كما في المسرح، فالكاتب يسرد الأحداث دون أن يقيده زمان أو مكان، ودون أن تحده حدود الطول ولا القصر، كما أنه ليس مقيد اليدين إزاء الوصف والاستطراد أو عدد الشخصيات فهو يستطيع أن يقدم أي عدد من الشخصيات وأن يتعدى وحدة الانطباع فيخلق العديد من الانطباعات أي أن الرواية الحديثة هي الفن الأدبي المنثور الذي حل محل القصة الشعرية الطويلة " الملحمة " عندما نشأت المدن وتحول الفن من الشكل المسموع إلى الشكل المقروء.

خصائص الرواية:


1- الرواية فن أدبي منثور

2- خيالية تختلف عن التاريخ

3- يُستخدم فيها السرد

4- تخضع الأحداث فيها إلى التسلسل ونوع من المنطق

5- إبراز المعنى الكامن في الأحداث البشرية ودلالتها

6- كما يوجد بها أيضاً الشخصية

فالرواية لها القدرة على التكيف والتطوع والتطور، وقادرة على معالجة أي موضوع وأثبتت قدرتها على البقاء في العالم رغم التنافس القوي من السينما والمسلسلات التي تمثل صورة للفن الروائي.

المسرحية:


تعريف المسرحية:


تعرف المسرحية بأنها: نص قصصي حواري، يصاحبه مناظر ومؤثرات فنية مختلفة، ويراعي في المسرحية جانبان؛ جانب النص المكتوب، وجانب التمثيل الذي ينقل النص إلى المشاهدين حياً، وتتفق المسرحية مع القصة في بعض الجوانب وتختلف عنها في جوانب أخرى، فالعناصر المشتركة بين المسرحية والقصة تتمثل في: الحدث، والشخوص، والفكرة، والزمان، والمكان، في حين أن العناصر المميزة للمسرحية تنحصر في: البناء، والحوار، والصراع.

الفرق بين القصة والمسرحية:


إن أبسط ما قيل وما يزال يُقال في الفرق بين هذين الجنسين الأدبيين، أن المسرحية أدب يُراد به التمثيل والمسرحية قصة لا تكتب لتقرأ فحسب وإنما قصة تكتب لتمثل، والقصة درب من الخيال وفي تصويرها للأحداث والفعل الإنساني، تفتح للراوي مجالات واسعة لتصوير تلك الأحداث.

أم المسرحية تستخدم في تصويرها الأفعال وعناصر أخرى لا تتوافر في القصة المروية مثل عنصر الممثلين، والملابس، والمسرح، والمناظر، النظارة، والبناء الذي يجتمع فيه جمهور المتفرجين وكذلك حدود الزمن لمعالجة الأفعال لذا لا تختار من الفعل إلا جانبه المثير.

فالكاتب المسرحي لا ينقل إليك كل ما يراه وإنما يعتمد على " الطاقة الإخبارية " وهي تتمثل في اختيار جوانب الفعل المثيرة والمركزة.

وعلى مؤلف المسرحية أن يأخذ في حسبانه طبيعة الممثل الجسمية والعقلية والفنية، وطبيعة كونه إنساناً من البشر يحتم على المسرحية أن تكون أفعالها في حدود الطاقة البشرية فلا يلجأ إلى الأفعال الخارقة التي تقتضي لتمثيلها طبيعة غير طبيعة البشر.

فنطاق عمل المؤلف المسرحي نطاق القدرة البشرية للممثل فلا يمكن للمثل القيام بالطيران أو القيام بالتمثيل لفترة طويلة، وفي الرواية ما هو خارق وليس ما هو خارق في المسرحية، لذا يجب على كاتب المسرحية مراعاة المعقول والمقبول فنياً.

ومن العناصر التي تحدد نطاق العمل المسرحي، ذلك البناء المسقوف الذي تنحصر فيه " مناظر الرواية " وأثاثها وأضواؤها أما كانت القصة فأحداث وشخوص قصته يمكن أن يهتم بها في كل واد، فتراه يُّجلس أشخاصه في البيت ثم ينقلهم بعد صفحة إلى قمة جبل أو جوف طائرة أو ظهر سفينة، كما أن القصة تصور مظاهر الطبيعة وتصفها أما إظهار العواصف والزلازل والحرائق لا يمكن أن يستوعبها المكان في المسرحية.

الفرق بين الرواية والمسرحية من جانب الحوار:


الرواية تلجأ إلى استخدام الحوار في حالات كثيرة فليست سرداً متصلاً طوال الوقت ولكن المسرحية تكون في شكل حوار متصل.

ويتضح الفرق بين الرواية والمسرحية من جانب الحوار في الآتي:

1- يختلف عمل الشاعر عن عمل الراوي وعن عمل المؤلف المسرحي من حيث تصوير الحوادث والتعبير عن الإحساس.

2- عمل المؤلف المسرحي مركب معقد أصعب من الكتابة الروائية حيث يدخل في تأليفه وتصويره الأحداث وعناصر تكوينها كثيرة مثل، الممثل والملابس والمسرح والمناظر والمتفرجين.

3- نظام الاستجابة في المسرحية والاستجابة الأدبية للنص مختلف الأول يشاهد والثاني ينطوي على أنساق كلامية دالة، فالكلمة في المسرحية تكتسب زخماً (أعطاه وزاده قوة) إضافياً بحركة الممثل وبقدرته الأدائية على تمثيل ما ينطق به.

الفرق بين المسرح والمسرحية:


المسرحية:


المسرحية هي عبارة عن النص المحتوي على سيناريو المسرحية، ومصطلح مسرحية (Drama) مشتق من كلمة يونانية وهي Dran والتي تعني (القيام أو التصرف / الفعل أو العمل الذي يقام به) وتتميز الدراما في عدة حالات بوجود تفاعل بين المؤلف والقارئ، كما في حالة الروايات وغيرها من الأعمال الأدبية المكتوبة، وتستخدم كلمة دراما في العصر الحالي للإشارة إلى أنوع من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية (إذا الدراما مصطلح عام شامل)

المسرح:


مصطلح المسرح (Theater) مشتق من كلمة يونانية وهي Theasthai وهو يشير إلى الإنتاج الفعلي للمسرحية على المسرح، ويلزمه عدة عناصر كي يكتمل مثل خشبة المسرح، والممثلين، والمؤثرات الصوتية، والإضاءة، والخلفية، والأزياء، وأهم عنصر هو الجمهور.

ونجاح المسرح يتطلب اتحاد جهود عدة، مثل؛ الكاتب، والمخرج، والممثلين، والفنيين، والعديد من الأشخاص الآخرين، وفي المسرح لا يوجد تفاعل مباشر بين الجمهور والكاتب المسرحي، والمسرح عبارة عن كيان مادي يجسده الممثلون.

القارئ والمتفرج:


الكاتب المسرحي يجب أن يضع في اهتمامه حين يكتب النص الدرامي المتفرج نصب عينيه ومدى استجابته للعرض وتأثره به، قد تطرأ تعديلات على كتابة النص يجربها الممثل والمخرج وذلك تحقيقاً للتفاعل بين طرفي المعادلة (العرض المسرحي والمتفرج) فالاستجابة المسرحية غير الاستجابة الأدبية فالأخيرة تنهض على فعل القراءة والأولى تنهض على لقاء الممثل الحي والمتفرج وجهاً لوجه مع وجود مادي ملموس هو (خشبة المسرح) وما عليها.


End of Topic



(إيجاد)

(اطّلِع، تعرف، تعلم، درب عقلك، طور من نفسك، زِد معرفتك، كُن على معرفة، فالمعرفة بين يديك)
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

أهلاً ومرحباً بكم في | إيجاد | تسعدنا آرائكم ومشاركتكم معنا دائماً، فتشاركونا بآرائكم وتعليقاتكم التي تدفعنا إلى مزيداً من العطاء وإيجاد المعرفة