فن الكناية
ما هي الكناية؟
تعريف الكناية:
الكناية هي فن من فنون البلاغة الجميلة وهي تعبر عن المقصود بسهوله وإيجاز ودون ان تؤذي مشاعر الآخرين.
- تعريف الكناية في اللغة:
هي ان تتكلم بشيء وتريد غيره اي انه تكنى عن كذا بكذا فيقول ايضا كنيت الشيء سترته.
- تعريف الكناية في الاصطلاح:
هي تعبير لا يقصد منه المعنى الحقيقي، وإنما يُقصد بع معنى ملازم للمعنى الحقيقي، فهي تعبير تم استعماله في غير معناه الأصلي الذي وضع له مع جواز إرادة المعنى الأصلي، أو هي لفظ يعتمد على معنيين أحدهما ظاهر غير مقصود والآخر مخفي وهو المقصود.
بمعنى إذا تركت التصريح به او ان تريد المعنى الحقيقي المعنى المجازي او الكنائية مثلها وطويل نجاه هنا يريدون طول القائمة والمنزلة والهيبة اين تعبر عن نفس اللفظ ولكن عبرت بلفظ مرادف له كأنه هو ومثال اخر وانا وموضحه مني تعبر عن ان هذه المرآه سريع وليها من يخدمها او يساعدها في شئون بيتها وهنا لم تذكر هذه الأمثلة باللفظ الخاص وانما باللفظ يعبر عن المقصود لكنه هو السر هنا في بلاغتها يستدعي وجود الملزوم حتما فاذا عدلت عن التصريح بالمعنى الى الكناية عن فتاتي باللفظ مثال مصحوبا بالدليل والبرهان.
نشأة الكناية:
الكناية من فنون البلاغة الجميلة والهدف منها التعبير عن المعنى المقصود والوصول الى الغرض المنشود بأسهل الطرق وجهها أقربها دون إذا لمشاعر الاخرين.
أشهر العلماء الذين تحدثوا عن البلاغة:
- ابن عباس:
كان طليع المفسرين الذين عرضوا الكناني
مثال " او لامستم النساء " والمعنى المس او اللمس او الجماع.
وأيضاً القاضي شريح؛ قال الحادة كنايه عن الجهل.
- أبو عبيده معمر بن المثني:
فقال عن الكناية العارضة كنا يعني البذاءة وقد علق على قول المولى عز وجل مرضى او على سفر او جاء أحد منكم من الغائط او لامستم النساء فهن معنى او جاء أحد منكم من الغائط قناع اظهار لفظ قضاء الحاجة والمقصود او لامستم النساء كنا يعاب الغشيان وكنا عن الشهوة في الرجل عندما يريد ان يجامع زوجته.
- الجاحظ:
تفقد تبسطه القول فيها ضرب الأمثلة الكثيرة لها تذاكر الجاحظ امثله كثيره عن الكناية وبسط القول فيها ذكر امثله لها فقال اذ قالوا فلانا مقتضى فهي كنايه عن البخل بدل من ان يكون فلان بخيل اذكر هذا المثال لذلك واذ قالوا ايضا للعام ل مستقص كنايه عن الجوار.
- ابن قتيبة:
تقدم الكناية عندما اتخذت خطوات واسعه في التقدم عند ابن قتيبة لأنه مخصص لها باباً في تأويل مشكل القرآن ذكرها كثيرًا في كتابه.
- قدامه بن جعفر:
صاحب كتاب نقد الشعر فكان قد امتد له الفضل في تعريف الكناية تحت باب الارداف فقال في تعريفه للكناية ان يراد الشاعر الدلالة على معنى من المعاني فلا يأتي باللفظ الدال على ذلك المعنى بل لفظ يدل على معناه وتاليه غرفه وتابع له فاندل على التابع عن المتبوع اذا كان قدام للكناية امثله كثيرا مثل؛ ويضحي فتيات الملك فوق فراشها نئوم الضحى لم تنطق عن الفضلى كنايه عن انها لا تنطق لتقدم ولكنها في بيتها فتفضلوا.
- أبو هلال العسكري:
وقد عرفها وذكر لها الأمثلة ووضح الكناية وشرحها وجعل الكناية في بابين ؛ (الكناية والتعريض)
وعرفها وعرف التعريض فقال ان يكن الشيء ويعرض به ومثل الكناية:
(أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
هنا الغائط كنايه عن قضاء الحاجة وملامسه النساء كنايه عن الجماع وايضاً في قوله تعالى " وفرش مرفوعة " كنايه عن النساء.
- عبد القاهر الجرجاني:
بقوله الكناية ان يراد المتكلم اثبات معنى من المعاني فلا يذكره في اللفظ الموضوع له في اللغة ولكن يجيء الى معناها وتاليه مرادفه في الوجود بيبين به اليه ويجعله دليلا عليه.
وهذا التعريف الذي عرفه عبد القاهر الجرجاني صار عليه العلماء الذين جاءوا بعده.
خصائص الكناية:
1- اثبت عبد القاهر الجرجاني ان الكناية ابلغ من الحقيقة لأنها تدعوا الشيء بالبينة والبرهان يقول الامام عبد القاهر الجرجاني وقد اجمع الجميع على ان الكناية ابلغ من الافصاح والتعريض اوقح من التصريح أنك إذا قلت هو طويل النجاد وهو جم الرماد هذا ان ليس المعنى إذا كنا ان الكناية قبل ومن التصريح أنك لما كنت عن المعنى زادته في ذاته بل معنى أنك زادت في اثباته جعلته أبلغ وأكد وأشد فليس المزيه في قولهم جنه الرماد انه دله على فري أكثر بلا أنك اثبتّ له الفرق الكثير من وجه هو أبلغ.
2- الكناية تعطينا المعنى الحقيقي مصحوبا بالدليل والبرهان فأزيد المعنى تأكيدا وتثبيتا في الذهن لأنه ذكر شيء بعد ليله اوقع واكذب في النفس وقال الاستاذ علي الجارم ان الكناية الكناية مظهر من مظاهر البلاغة وغايه لا يصل اليها الا من لطف تبعه وصفاته فرائحته والسر في بلاغتها انها في صور كثيره تعطيك الحقيقة مصحوبا بالدليل له مثل:
(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ)
هنا في هذه الآية كنايه عن قدره الله عز وجل وهذه الكناية تجمل في ثناياها الدليل عليها الله سبحانه وتعالى قادر بدليل ان الارض في قبضته والسماوات مطويات بيمينه.
3- الكناية تبرز المعنى المجرد وتصفه في صوره حسنه ملموسه وتصور المعنويات وتنقلها الى حياه كما انها تعطي المعنى الخفي اوضح صوره احلاها ولا شك ان هذا الكناية خاصه الفنون مثل:
(إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا).
هنا في الآية يوجد كنايه كثيره منها الخوف الشديد والوجه والاضطراب الذي اصاب المؤمنين يوم الاحزاب بهذا كلها امور معنويه صورها الله تعالى بأسلوب الكناية في صوره حسيه يراه .
4- ومن خصائص الكنايات ايضا التعبير عن القبيح والذي لا ترتاح الاذان الى سماعه بالجميل المقلوب الذي تتفتح له الاذان وتنصت اليه وتقبل عليه النفوس، وخاصه الكناية القرآنية فالقران الكريم يخلوا تماما من كل ما يحرج الزوج او يخدش الحياة مثل؛ الا يا نخله من ذات عرق عليك ورحمة الله السلام، فهناك كنايه عن المرآه البيضاء وهي النخلة.
5 - طرق اللفظ الى ما هو أجمل منه مثل:
(إِنَّ هَٰذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَاب)
فهناك كنايه بالنعجة عن المرآه على عاده العرب لان ترك التصريح بالذكر المرأه أجمل منه ولهذا لم يذكر في القران اسم امرأه إلا مريم
6- وان الكناية تفيد الايجاز ودلاله الكلمة الواحدة على عده معاني يحتاج كل معنى فيها الى التعبير عنه بلفظ خاص والاستغناء عن هذا التطويل ملابس الكناية الذي يحمل في طياته الكثير.
أقسام الكناية باعتبار المكني عنه:
1- كنايه عن صفه
2- كنايه عن موصوف
3- كنايه عن نسبة
أولاً: الكناية عن صفة:
هي التي يكنى بالتركيب فيها عن صفه من الصفات والكناية عن صفه أكثر انواع الكناية شيوعا وانتشارا في الكلام البليغ مثل:
(وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
في سقط في ايديهم كنايه عن ندمه على اتخاذ العجل الها ولما سقط في ايديهم ولما اشتد ندمهم صح وزنهم على عباده العجل لأنه منشآن منيس دي ندمه وحسرته ان بعض يداه عم ما تطلقت من الكناية عن صفه الى قسمين قريبه وبعيدة.
في سقط في ايديهم كنايه عن ندمه على اتخاذ العجل الها ولما سقط في ايديهم ولما اشتد ندمهم صح وزنهم على عباده العجل لأنه منشآن منيس دي ندمه وحسرته ان بعض يداه عم ما تطلقت من الكناية عن صفه الى قسمين قريبه وبعيدة.
ثانياً: الكناية عن موصوف:
هي التي يكنى بالتركيب فيها عن ذات او موصوف وهي التي يكون المطلوب بها موصوفا فتذكر الصفة ويراد بها الموصوف مثل:
وحملناه على ذات الواح ودسر اي سفينة في الكناية عنها بانها ذات الواح ودسر اشاره الى انها مصنوعة من الاشياء ذات خواص متناقضة الالواح تطفو على سطح الماء ودوسوا اي المسامير تغوص فيها
ثالثاً: الكناية عن نسبة:
هي التي يصرح فيها بالصفة ولكن لا تنسب مباشره الى الموصوف وانما تنسب الى شيء متصل به وهي التي يكون المطلوب بها نسبه الصفة الى الموصوف او نفيها عنه وتكون إذا ذكرت الصفة واذكر موصوفها ولكن لا تكون هذه الصفة منسوبه لذلك الموصوف صراحة مثل:
المدى بين ثوبيه والكرامة بين برديه فقد ذكر الصدفة وهي المجد والكرم وذكروا الموصوف والضمير العائد على الممدوح ولكنهم لم ينسبوا هذه الصفة الي الموصوف المذكور وانما جعلوا المجد بين ثوبيه والكرم بين برضيه اشارت الى نثبت المجد والكرم اليه وملازمه كل منهما له.
أنواع الكناية باعتبار الوسائط:
تتنوع الكناية باعتبار كثرة الوسائط وقلتها اخفاء المقصود وظهوره الى اربعه انواع واحد التعريض اثنين التلويح ثلاثة الرمز 4 الايماء والإشارة.
وقال السكاكين
متى كانت الكناية عرضيه كان إطلاق قسم التعريض عليها من اسم وإذا لم تكن كذلك نظراً، فان كانت ذات مسافة بينها وبين المكن عنه متباعدة لتوسط الوازن كما في كثير الرماد اشباه كان إطلاق اسم التلويح عليها مناسب لان التلويح هو تشير الى غيرك عن بعد.
- النوع الاول: التعريض في اللغة ضد التصريح:
يقال عرضت لو فلان وبني فلان إذا قلت قول وانت تعنيني
- النوع الثاني: التعريض في الاصطلاح اندمال بالكلام الى عرض:
مثل؛ " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"، اي ليس مسلما فهو كنايه عن نفسي الاسلام عنه لان حصر الاسلام في غير المؤذي يلزمه نفيا اه عن المؤذي وهو منه وبهذا تكون الكناية فيها من القسم الثالث كنايه عن النسبة.
والتعريض بلفظ المجاز مثل اذيتني فست عرفه وانت لا تريد المخاطب بل تريد انسانا معه على سبيل التعريض.
النوع الثالث: التلويح في اللغة " انت مشيرا الى الشيء من بُعد ":
في الاصطلاح هو الكناية التي تكثر فيها الوسائط بين اللازم الذي استعمل لفظه وبين الملزوم المكني عنه الذي أطلق اللفظ عليه كتابه بلا تعريض والعلاقة بين المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي واضحة وجليه لانكسرت الوسائط بعيده عن الادراك وغالباً.
النوع الثالث الرمز في اللغة انت مشيرا الى قريب منك مع اخفاء الإشارة الإشارة بالشفاء او الحاجب.
في الاصطلاح هو الكناية التي قلت فيها الوسائط او انعدمت مع اخفاء اللزوم بين المستعمل فيه المعنى الكنائية والاصل وانما سميت هذه الكناية رمز لان الرمز ان تشير الى قريب منكم اخفاء مثل عريض الوساد كنايه عن البلاء.
- النوع الرابع: الايماء والإشارة:
وهي الكناية التي قلت فيها الوسائط او انعدام تقبل اخفاء انما سميت هذه الكناية اشارة لأن أصل الاشارة ان تكون حسية وهي غير ظاهرة.
End of Topic
(إيجاد)
(اطّلِع، تعرف، تعلم، درب عقلك، طور من نفسك، زِد معرفتك، كُن على معرفة، فالمعرفة بين يديك)
أهلاً ومرحباً بكم في | إيجاد | تسعدنا آرائكم ومشاركتكم معنا دائماً، فتشاركونا بآرائكم وتعليقاتكم التي تدفعنا إلى مزيداً من العطاء وإيجاد المعرفة