الانفعال والوجدان
يميل أغلب علماء النفس إلى إطلاق اصطلاح الانفعال Emotion على الانفعالات القوية التي يصاحبها اضطراب في السلوك كالخوف والغضب الشديدين.
ويعتبر الشعور بحالات معينة من المشاعر الوجدانية، مثل السرور والضيق أو الانشراح والكدر فيطلقون عليها اصطلاح الوجدان Feeling فالوجدان شعور ذو صبغة انفعالية خفيفة أما الانفعال فيمكن أن يعرف على أنه اضطراب حاد يشمل الفرد كله ويؤثر في سلوك، وخبراته الشعورية ووظائفه الفسيولوجية الداخلية وهو نشأ في الأصل عن مصدر نفسي ونقول إن الانفعال اضطراب حاد لأنه يتميز بحالة شديدة من التوتر والتهييج ولأنه أثناء الانفعال قد تتعطل بعض أو جميع أنواع النشاط الأخرى التي يقوم بها الإنسان ويصبح نشاطه كله مركزاً حول موضوع الانفعال فحينما ينتاب الانسان انفعال الخوف مثلا يتركز كل نشاطه حول الشيء الذي أثار خوفه وفى محاولة الابتعاد عنه أو الهرب منه ونقول أنه يشمل الفرد كله ويشمل سلوكه وخبراته الشعورية ووظائفه الفسيولوجية الداخلية لأن الانفعال يؤثر في جميع أجزاء الكائن الحي فهو يؤثر في هيئته البدنية وسلوكه الخارجي وفي حالته الشعورية كما يصاحب الانفعال عادة كثيراً من التغيرات الفسيولوجية الداخلية مثل سرعة خفقان القلب وازدياد ضغط الدم واضطراب التنفس وتوقف عملية الهضم وغير ذلك من التغيرات الفسيولوجية التي سنتكلم عنها بالتفصيل فيما بعد ونقول أن الانفعال ينشأ في الأصل عن مصدر نفسى لأنه يحدث نتيجة إدراك بعض المؤثرات الخارجية أو الداخلية وهذا لاشك يميز الانفعال عن الاضطراب الذى يحدث نتيجة تأثير بعض العقاقير.
شروط حدوث الانفعال:
المثير:
وقد يكون خارجيا مثل سماع صوت مفرح أو داخليا كتذكر حادثة مؤلمة.
كائن حي:
بحيث يستقبل تلك المثيرات المتعدة.
الاستجابة الانفعالية:
كالفرح أو الحزن وما يترتب على ذلك من تغيرات جسمية داخلية (كسرعة ضربات القلب وسلوكية خارجية (كاحمرار الوجه وارتعاش اليدين وأن الاستجابة للمثير الواحد تختلف باختلاف ظروف الأفراد وبيئتهم فالفرد العادي يخاف ويجري إذا سمع طلقات الرشاشات والمدافع بينما الشخص الجندي الواقف على الجبهة لا يخاف.
التغيرات الفسيولوجية المصاحبة للانفعال:
لما كان الانفعال صفة وجدانية نفسية الأصل وتكشف في السلوك والوظائف الفسيولوجية فإن هناك تغيرات الهاء الحالة الانتقالية منها تغيرات فسيولوجية وأخرى سلوكية فمن التغيرات الفسيولوجية التغيرات التي في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب حيث تزداد مع زيادة الاستشارة الانفعالية وكذلك التغيرات التي تحدث في لون الجلد فيصير الجلد أكثر حمرة في حالة الانتعال الشديد نتيجة لتركيز النسبي القدم وتزداد سرعة التنفس كما تزداد درجة الحرارة ويتصبب الجسم عرقاً مع برودة في الدين وذلك في حالة الانفعال فضلاً عن التوترات العضلية والارتعاش والتغيرات في ملامح الوجه وتيرة الصوت واستمرار الحالة الانفعالية لمدة طويلة قد تؤدى إلى اضطراب النشأة الفسيولوجي.
التعبيرات السلوكية عن الانفعالات:
من المظاهر السلوكية البارزة في التعبير عن الانفعالات تعبيرات توجه فيمكن أن التعرف على التغيرات النسبية في أجزاء الوجه الله، الانفعال وكذلك تسطيح أن تعرف انتعال الفرد ونوعه من التغيرات التي ترتسم على الوجه وتنضح الانفعالات أيضا في كلام الفرد وتعبيره اللفظي ونبرة صوته وطريقة تفكيره وإدراكه في كثير من مظاهر النشاط العقي.
الانفعالات أنماط سلوكية متعلمة:
تختلف الانفعالات باختلاف المواقف التي تستثيره فبعض المواقف تستدعي انفعال الغضب وأخرى تستدعي الخوف بينما تستدعى ثالثة الحب فنحن نتعلم أن مستجيب بانفعالات معينة تجاه مواقف خاصة فالغضب انفعال يستجيب به الفرد نحو المواقف التي تسبب له إهانة وتملكنا انفعالات الأسى والحزن لموت صديق حميم والسرور انفعال سلوك كتعلم يكتسبه الفرد من خلال الأساليب المحددة لسلوك في مجتمع من المجتمعات ومما يؤكد أن الانفعالات سلوك متعلم أنها تنمو بالتعلم وفقاً لطرق معينة.
نمو الانفعالات:
تؤكد الدراسات على الاستجابة الانفعالية تتطور لدى الفرد منذ الميلاد فإذا كانت الاستجابة الانفعالية لدى الطفل بعد الميلاد عبارة عن استثارة عامة في صورة تهييج عام كنوع من الانعكاسات الانفعالية للعمليات الجسمية البيولوجية التي تمثل التركيز الأول لاهتمامات الرضيع، كما تأخذ في التمايز والتخصص النسبي كلما تطور نمو الطفل فتظهر انفعالات الانشراح والانقباض ثم الغضب والتقزز والخوف ثم تظهر انفعالات الفرح في وقت متأخر نسبياً، وهكذا تتمايز الانفعالات وتتنوع وفقاً لازدياد خبرات الفرد ومكتسباته بالتعلم.
طرق تعلم الانفعالات:
يمكن تحديد ثلاثة أساليب يمكن من خلالها تعلم الانفعالات منها: المحاكاة، الاقتران الشرطي، الفهم.
المحاكاة أو التقليد:
بمعنى أن الانفعال يمكن تعلمه عن طريق محاكاة النماذج السلوكية في البيئة التي يعيش فيها الطفل فمثلاً الطفل يستجيب للمواقف الانفعالية بنفس الطريقة التي استجابت بها أمه، فعندما تنهر الأم كائناً ما فإن الطفل يشير بأصبعه غضباً ويأتي بنفس الكلمات ونبرات الصوت التي يراها في الأم وعلى شاشات التلفزيون وذلك من خلال تقليد التعبيرات الانفعالية التي يصطنعها الممثلون في أدوارهم الفنية.
الاقتران الشرطي:
بمعنى أن الانفعال يمكن تعلمه عن طريق هذا الأسلوب الذي يقوم على ارتباط مثير محايد بمثير آخر لديه بالفعل قوة استدعاء الانفعال، بالتالي يكتسب المثير المحايد قوة الاستجابة الانفعالية بعد عملية الاقتران الشرطي ويتضح هذا في التجربة التي أجراها واطسون حيث أجلس طفلاً على منضدة ووضع أمامه فأراً ولم يظهر الطفل أي خوف حياله وأثناء ذلك أحدث صوتاً عالياً بدرجة تكفي إخافة الطفل تصل إلى حد الصياح وبعد مرات قليلة كان يقدم فيها الفأر للطفل مصحوباً بالصوت العالي الباعث على الانفعال وبعد ذلك أبدى الطفل عدم الرغبة في الاقتراب من الفأر مرة أخرى، وأخذ يحجم عن حيوانات أخرى مشابهة مما يعني في النهاية أن خبرة الخوف صارت تعمم على المثيرات المشابهة.
الفهم:
يقصد به وصف العوامل المركبة الخاصة باستقبال المعلومات وإبداء التفسيرات بشأن مواقف أو تصرفات تبعث على الانفعال، فمعرفة ما قد يكفي لاستدعاء استجابة الخوف، فمثلا الخوف من أسلاك الكهرباء بناء على معرفة بخطورتها رغم تعرض الفرد لخبرة مؤلمة إلا أنه بالفهم العاقل للنتائج المترتبة عليها اكتسبت استجابة انفعالية تجاهها.
أقسام الانفعالات:
يمكن تقسيم الانفعالات إلى نوعين:
بسيطة: مثل الخوف، والغضب، والفرح وهي انفعالات دائمة بذاتها وغير معقدة.
مركبة: مثل الغيرة والدهشة وهي انفعالات معقدة في تكوينها وهي تقوم على امتزاج انفعالين أو أكثر في مركب واحد ورغم هذا التقسيم إلا أنه يصعب وضع حدود فاصلة بين الانفعالات لأنها كثيراً ما تتداخل وتتشابك مع بعضها ونأخذ مثال للانفعالات البسيطة وآخر للمركبة:
الخوف (انفعال بسيط):
يستجيب الكثير من الأطفال بالخوف من مواقف لم يكن لها قيمة انفعالية من قبل ولقد وجد أن الأماكن المظلمة والحيوانات (كالثعابين والكلاب)، والاماكن العالية والغرباء تثير انفعال الخوف لدىالأطفال في الست سنوات الأولى ثم تنشأ المخاوف المتخيلة لدى الأطفال الأكبر سناً (أشياء وهمية أو خرافية) وكذلك المخاوف العلمية (الحوادث، النار، الموت) ويخاف المراهقون من السخرية والاستهزاء ومما يشعرهم بالنقص، ويخاف الكبار من ذلك فضلاً عن خوفهم من الفشل المهني وفقدان المكانة الاجتماعية، والخاصية المميزة للخوف هي الانكماش والانسحاب فقد تجعل الفرد يتجنب الوظائف الاجتماعية ويصير منعزلاً منسحباً مكتتباً، وأكثر ما يخيف الأطفال في مرحلة الطفولة هو المدرسة الإبتدائية وصدمة الانفصال عن الوالدين وخاصة الأم.
الغضب (انفعال بسيط):
هو انفعال أكثر شيوعاً بين الأطفال الصغار من الخوف لأنه كثيراً ما توجد في حياة الطفل مواقف تثير الغضب أكثر مما تثير الخوف، ويتعلم الطفل أن الغضب لا يزيل فحسب من القيود المفروضة عليه ولكنه وسيلة لجذب الانتباه ومما يثير انفعال الغضب لدى الطفل حسبما توصلت إليه الدراسات مايلي:
أخذ اللعب منه، غسل الوجه، الاستحمام، تركه وحيدا، ويستثار انفعال الغضب لدى الكبار عن طريق التهديد والوعيد مثل تصيد الأخطاء، الإيذاء، العقاب، التكدير.
واستجابة الغضب لدى الصغير فورية وعنيفة كالضرب، الركل، العويل، وتصل ثورات الغضب إلى ذروتها فيما بين سن الثالثة والرابعة، ويحل التبرم والسلبية والخصام والتوبيخ محل الاستجابات الصريحة الواضحة.
الفرح (انفعال بسيط):
وهو حالة انفعالية تستدعيها مواقف كثيرة تثير الفرح والضحك لدى الصغار كاشتراك الوالدين معهم في اللعب، الجرى، الغناء، ويستثار كتعبير عن الدعابة والمرح في مواقف باعثة على الحركة أو المباغتة أوقد يستثار بالنكت أو بتقليد مشية أو كلام ما لدى الكبار والنجاح في العمل أو الحظوة بتقدير الآخرين.
الغيرة (انفعال مركب):
انفعال الغضب أو الاستياء أو التبرم وهي تنشأ حينما يشعر الفرد بالإهمال وعدم الاعتبار وتكون موجهه نحو شخص ما كالغيرة من الطفل الوليد كالأخ الأكبر والولد الوحيد ويتمثل التعبير عن الغيرة لدى الصغير في شكل هجمات عدوانية في تجاه المغار منه، عزوفاً عن الطعام، مص الأصابع، التبول على الفراش، وتتضحلدى الأطفال والكبار بطريقة مباشرة في شكل التشاجر وإطلاق الشائعات والإيذاء، والإقلال من شأن الآخرين، وبشكل غير مباشر في أحلام اليقظة، التهكم والسخرية، والغيرة شعور بالاضطراب نتيجة عدم الحصول على أمر يعود بالفائدة المادية أو المعنوية ، وهي شعور مكدر كريه وأساس لمعظم السلوك الذي يتسم بالغرابة والخروج على المألوف.
السيطرة على الانفعالات:
يجب على كل إنسان أن يتعلم كيف يتحكم في انفعالاته، فلا يدع نفسه نهباً لكثير من الانفعالات الشديدة التي تنتابه من وقت لآخر لأتفه الأسباب، فليس من الحكمة، مثلا أن يغضب الإنسان دائما لكل أمر لا يصادف هوى فى نفسه، أو لكل عقبة تعترض سبيله، وليس من الحكمة أيضاً أن يستسلم الإنسان لكثير من المخاوف التي لا مبرر لها، ولا أن ينقاد لانفعالاته المختلفة انقياداً أعمى دون أن يحاول أن يحكم عقله فيها، ولعله من المفيد أن نقول في هذا الصدد أن كثيراً من الانفعالات أمر مكتسب قد تعلمناه من تجارب حياتنا السابقة ومن الظروف والخبرات المختلفة التى مرت بنا من قبل وأنه من الممكن أيضا بشئ من التدريب والتمرين وبشئ من الصبر والأناة أن يتعلم الانسان كيف يكتم انفعالاته ويسيطر عليها.
ومع أنه من الصعب أن نضع قواعد دقيقة ثابتة للتحكم في جميع الانفعالات المختلفة إلا أننا نستطيع باختصار أن نضع بعض الاقتراحات العامة التي تساعد على تعلم التحكم في الانفعالات بصفة عامة.
قواعد للسيطرة على الانفعالات:
فيما يلي بعض القواعد التي يمكن أن تساعدك على السيطرة على انفعالاتك:
نفس عن الطاقة الانفعالية في اعمال مفيدة:
يولد الانفعال كما سبق أن ذكرنا طاقة زائدة في الجسم تساعد الإنسان على القيام ببعضالأعمال العنيفة ومن الممكن أن يتدرب الإنسان على أن يقوم حينما ينفعل ببعض الأعمال المفيدة للتخلص من هذه الطاقة فتستطيع السيدات مثلاً أن يتغلبن على انفعالاتهن إذا قمن بغمس الثياب أوحياكة بعض الملابس أو ترتيب الأدوات المنزلية ويحسن أيضا أن يخرج الانسان للنزهة أو يمارس بعض الألعاب الرياضية أو الصلاة كما وصى بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم فإذا فعل ذلك فإنه يعود عادة بعد فترة من الزمن وهو منشرح الصدر مرتاح البال هادئ النفس.
حول انتباهك إلى اشياء اخرى:
حينما يقوم الإنسان ببعض الأعمال المفيدة التي أشرنا إليها فإنه لا يتخلص من الطاقة الانفعالية فقط وإنما يوجه انتباهه أيضا إلى أشياء أخرى فيعينه ذلك على الهدوء والتخلص من الانفعال لذلك يحسن عادة حينما يحدث شيء يكدر بال الإنسان أو يغضبه أو يخيفه أن يحاول توجيه انتباهه إلى اشياء أخرى يشغل نفسه بها.
حاول إثارة استجابات معارضة للانفعال:
ينجح بعض الناس في التخلص من الخوف إذا لجأوا إلى الصفير أو الغناء وذلك لأن هذه الأعمال تحدث في النفس حالة من الرضا والسرور وهي حالة معارضة لحالة الخوف ولذلك لا يلبث الخوف أن يزول تدريجياً، وعليك أن تتبع هذه الطريقة كلما انفعت انفعالاً غير مقبول فإذا شعرت نحو شخص ما بشيء من الكره دون مبرر فيحسن بك أن تبحث في هذا الشخص عن سبب يمكن أن يثير إعجابك واستحسانك وبذلك تستطيع أن تتغلب على كرهك له بدون مبرر، وإذا كنت تشعر بالنقص مما يجعلك تنفعل أمام الغرباء فيمكنك أن تبحث في نفسك عن ميزاتك وموهبتك بحيث تستطيع أن تقدر نفسك على أساسها تقديراً حسناً فإن ذلك سيساعدك على التخلص من شعورك بالنقص.
أبعث حالة من الاسترخاء في بدنك:
يحدث الانفعال حالة عامة من التوتر في عضلات البدن، مما يساعد الإنسان على القيام ببعض الأعمال العنيفة، كما أشرنا إلى ذلك من قبل، وقد تكون ظروفك في بعض الأوقات غير مناسبة للقيام ببعض الأعمال للتنفيس عن الطاقة الانفعالية، كما أشرنا إلى ذلك من قبل في القاعدة الأولى وفي هذه الحالات يستحسن أن تدرب نفسك حين تنفعل أن تبعث في بدنك حالة من الاسترخاء العام، لتعترض بذلك حالة التوتر الذي يثيره الانفعال، حينما تتغلب حالة الاسترخاء على بدنك تهدأ حالة الانفعال وتزول تدريجياً.
تعلم أن تنظر إلى العالم نظرة مرحة:
أنك تستطيع أن تتغلب على كثير من الانفعالات الشديدة إذا حاولت أن تبحث في المواقف التي تثير انفعالك عن عناصر يمكن أن تثير ضحكك أو سخريتك، وجه انتباهك إلى هذه العناصر وحاول أن تنظر اليها نظرة مرحة وبذلك تهون على نفسك المواقف الشديدة ولا شك أن الضحك أفضل من الغضب، وهو أنفع لصحتك النفسية والبدنية.
تجنب البت في أمورك الهامة أثناء الانفعال:
ان الانفعال يعطل التفكير ويشل قدرة الإنسان على رؤية الأشياء على وجهها الصحيح ولذلك فإن الإنسان معرضاً لإصدار الأحكام الخاطئة حينما يكون منفعلاً، فيحسن بك أن تتحاشى البت في أي أمر مهم أثناء الانفعال، انتظر حتى تهدأ، ثم عاود التفكير في الأمر من جديد، فإنك لا شك ستتجنب بذلك كثيراً من الأخطاء التي يمكن أن تلحق بك الأضرار.
تجنب المواقف التي تثير انفعالك:
إذا عجزت عن ضبط انفعالاتك في بعض المواقف فيحسن بك أن تحاول تجنب هذه المواقف.
تنظيم الانفعالات:
يمثل تنظيم الانفعالات أهمية كبيرة في حياة الإنسان؛ وذلك لأنه لا يستطيع أن يعيش في حالة دائمة من التوتر العصبي، القلق، الغضب، إلى غيرها من الأشكال المختلفة للانفعالات والتي يؤدي استمرارها فترات طويلة إلى عدم قدرته على التحكم في انفعالاته، كما يؤدي إلى دخوله في دائرة الاضطرابات النفسية و من الممكن أن يكتسب الانسان مهارات التنظيم الانفعالي في أي مرحلة منحياته بداية من الميلاد وصولاً إلي المراهقة والتي يكون الفرد فيها مهيئاً لاكتساب مهارات وعادات سلوكية مختلفة.
ويهدف تنظيم الانفعال إلى ضبط التغيرات الفسيولوجية، والمعرفية، والدافعية والسلوكية، والظروف البيئية المرتبطة بحدوث الانفعال، فضلاً عن أنه يهدف الى محاولة شعور الفرد بحالة انفعالية جيدة، كما أن تنظيم الأفراد لانفعالاتهم قد يرجع أحياناً إلى البحث عن حالة انفعالية ذاتية.
ويرى كل من جون، وجروس (john – Gross) أن هناك عدة فوائد لتنظيم الانفعال منها قدرة الفرد على تنظيم العلاقاتوأداء العمل الأكاديمي، بالإضافة إلى أن الأفراد الذين لديهم القدرة على تنظيم انفعالاتهم يشعرون بالتكيف والسعادة النفسية، ، وبصفة خاصة عندما يتعرضون للمشقة أو يواجهون المواقف التي تستدعي الغضب ، بينما يعاني الأفراد الذين لديهم صعوبة في تنظيم أنفعالاتهم بدرجة كبيرة من الضغوط التي ترتبط بالعديد من الاضطرابات الانفعالية.
تعريف تنظيم الانفعالات:
يعرف تنظيم الانفعالات بأنه: مجموعة العمليات والاستراتيجيات الآلية والمتحكم فيها من قبل الفرد والتي تتضمن التفاعل بين جميع جوانب الفرد الجسمية ، والسلوكية،،والفسيولوجية والاجتماعية، والعمليات الإدراكية المسئولة عن ضبط، وتقييم وتعديل انفعالات الفرد من خلال خفض أو زيادة الانفعالات الإيجابية أو السلبية، وتعديل ردود الفعل الانفعالية للقرب وذلك لتحقيق أهدافه.
استراتيجيات تنظيم الانفعال:
1- انتقاء الموقف:
ففي هذه الاستراتيجية يقرر الفرد دخول موقف من الأرجح ان يثير انفعالاً بعينه من عدمه، فقد وجد بعض الباحثين أن الناس الذين يخلقون أحداثاً سارة لأنفسهم، ومنها الخروج في نزهة للاسترخاء، او الاستمتاع بحمام مريح، يتمتعون بمرونة وكفاءة في مواجهة الضغوط الشديدة.
2- تعديل الموقف:
حيث أن الأفراد يتخذون خطوات نحو تبديل الموقف الذي يجدون أنفسهم فيه، وذلك من أجل تيسير الحالة الانفعالية المرغوب فيها، وكثيراً ما تتم الإشارة إلى هذه الاستراتيجية على أنها الموائمة الفعالة.
3- التحكم الانتباهي:
وهو أن يقوم الفرد بتوجيه انتباهه بعيداً عن المثيرات والأفكار التي يُحتمل أن تولد انفعالات غير مرغوبة، وتُعد هذه الاستراتيجية في تنظيم الانفعالات شائعة الاستخدام، وتشير الأبحاث أن لها نتائج هامة للأغراض الإكلينيكية.
4- إعادة التقييم المعرفي:
وهذه الاستراتيجية تعني طريقة التفكير في حدث ما، أو مثير ما بحيث يغير من الاستجابة الانفعالية لديك، حيث تعبر عن تغيير الطريقة التي نسلكها أو نفكر بها في الموقف، لكي نشجع بعض الانفعالات ونثبط انفعالات أخرى.
5- التعبير عن المشاعر:
كثيراً ما يوصي علم النفس العام psychology Popular أنه يجب أن تنفس عما بداخلك أي تعيش مشاعرك، وتعبر عنها على أكمل وجه، وترجع هذه الاستراتيجية إلى فكرة فرويد التي عرفت باسم " التنفيس عن المشاعر catharsis " أي تحرير الانفعالات الجياشة عن طريق التعبير عنها.
6- ممارسة الرياضة:
وتعتبر ممارسة الرياضة من أنجح الاستراتيجيات التي تركز على الاستجابة، حيث أوضحت نتائج الدراسات أن ممارسة الرياضة هي السبيل الفعال لمنع الاكتئاب (Lappamaki, Partonen, & Lonqvist, 2002)، بالإضافة أن ممارسة الرياضة على المدى البعيد تساعد على منع القلق.
End of Topic
(إيجاد)
(اطّلِع، تعرف، تعلم، درب عقلك، طور من نفسك، زِد معرفتك، كُن على معرفة، فالمعرفة بين يديك)
أهلاً ومرحباً بكم في | إيجاد | تسعدنا آرائكم ومشاركتكم معنا دائماً، فتشاركونا بآرائكم وتعليقاتكم التي تدفعنا إلى مزيداً من العطاء وإيجاد المعرفة