نشأة الشعر الأردي
الشعر الأردي
تَجَلّى تطور اللغة الأردية أثناء عصر سلطنة دلهي والإمبراطورية المغولية، عندما توسعت سلطنة دلهي وامتدت جنوبًا إلى هضبة الدكن، تأثرت اللغة الأدبية بلغات الجنوب والبنجابية والهاريانفية، وبالاستخدام الصوفي والديواني للغة.
يرجع تاريخ أول قصيدة إلى القرن الخامس عشر، ويُمثل كل من القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الحقبة الذهبية للشعر الأردي.
يرجع تاريخ النثر الديني الأردي إلى عدة قرون سابقة، بينما ازدهرت الكتابات العلمانية بدءًا من القرن التاسع عشر.
تُمثل اللغة الأردية الحديثة اللغة القومية في باكستان ويتحدثها عدة ملايين من السكان في الهند.
تعتبر نقطة البداية في التمهيد لنظم الشعر الأردي هي قيام شعراء الفارسية في الهند بإدخال الالفاظ الهندية في اشعارهم، ويعد " مسعود سعد سلمان " أقدم من حاول استخدام الألفاظ الهندية في نظمه الفارسي، ثم قام امير خسرو بعد ذلك بمزج العبارات الفارسية بعبارات لفة الـ (برج بهاشا) في اشعاره.
وكذلك يرجع الى شعراء الصوفية وشعراء العبادة الهندية فضل كبير في اراء دعائم الشعر الأردي.
وكان لشعراء حركة (بهكتي) دور كبير في نشأة الشعر الأردي إذ استخدموا في اشعارهم لغة الحديث التي يستطيع جميع الناس فهمها، فحافظوا بذلك على مكانة اللغات المحلية لأهل الهند بالنسبة للغات الوافدة إليها
كما ساعدت المعاني السامية التي ينادون بها، كالمحبة والإخلاص الشعراء على الخلق والإبداع فبدأ الأدب الأردي ناضجاً فور تخطيه لمرحلة النشأة الأولى.
يؤرخ بعض كتاب التراجم مثل: محمد حسين آزاد في كتابه (آب حيات) لبداية الشعر الأردي بظهور ولى اورنكَـ آبادى في أواخر القرن السابع عشر الميلادي.
ويؤرخ له عبد السلام ندوى في كتابه (شعر الهند)، وسيد عبدالحي في كتابه (كَل رعنا) ببداية النظم الدكنى في مطلع القرن الخامس عشر الميلاي، ويرجع به جميل جالبي في كتابه (تاريخ ادب اردو) إلى زمن خسرو في آواخر القرن الثالث عشر الميلادي، ويرجعه حافظ محمد شيراني في كتابه (بنجاب مين اردو) إلى عهد مسعود سلمان في القرن الحادي عشر الميلادي.
ويرجع السبب في اختلاف وجهات النظر بين الدراسين حول نقطة بداية الشعر الأردي إلى تباين نظرتهم في تقويم لغة الشعر التي تستحق – بالمعايير الفنية – ان تجعله بداية للشعر الأردي الحديث.
فمن المعروف ان اللغة الأردية في شعر ولى – دون ما سبقها – هي اللغة التي ما زالت مستخدمة حتى عصرنا الحالي، ولهذا بدأ به بعض مؤرخي الأدب عند كتاباتهم عن الشعر الأردي.
أما لغة شعراء الدكن هي تحتوي على كثير من الألفاظ وقواعد اللغة التي لم تعد مستخدمة حتى الآن، ولهذا لم يعترف به بعض المؤلفين رغم تنوع فنونه وعلو قيمته الأدبية.
وتعتبر نقطة البداية في التمهيد لنظم الشعر الأردي هي قيام شعراء الفارسية في الهند بإدخال الالفاظ الهندية في اشعارهم.
ويعد مسعود سعد سلمان اقدم من حاول استخدام الألفاظ الهندية في نظمه الفارسي، ثم قام امير خسرو بعد ذلك بمزج العبارات الفارسية بعبارات لفة الـ (برج بهاشا) في اشعاره، وكذلك يرجع الى شعراء الصوفية وشعراء العبادة الهندية فضل كبير في اراء دعائم الشعر الأردي.
- حركة (بهكَتى):
كان لشعراء حركة (بهكتي) دور كبير في نشأة الشعر الأردي إذ استخدموا في اشعارهم لغة الحديث التي يستطيع جميع الناس فهمها، فحافظوا بذلك على مكانة اللغات المحلية لأهل الهند بالنسبة للغات الوافدة إليها، كما ساعدت المعاني السامية التي ينادون بها، كالمحبة والإخلاص الشعراء على الخلق والإبداع فبدأ الأدب الأردي ناضجاً فور تخطيه لمرحلة النشأة الأولى، وكان لشعراء حركة )بهكتي) ايضاً الفضل في ازدهار الكَيت (الأغنية)، لأن الغناء طبقاً لطقوسهم كان يعتبر جزءاً من العبادة، وكان ذلك من اهم الأسباب التي أدت إلى الاهتمام بجمال النغم والموسيقى في شعر الهند بصفة عامة.
وأشهر شعراء حركة بهكتي هو الشاعر الهندي كبير داس (843هـ - 1440م) (924هـ - 1518م) الذي استخدم لغة راقية تضمنت الألفاظ الهندية، والفارسية، والعربية، وأدمج في اشعاره الأفكار الهندية والإسلامية بدلاً من البحث عن مواضع الخلاف بينهما، كما اتضح في اشعاره تأثير المسيحية عند الحديث عن الإخلاص والمحبةوقد ساهم كبير داس في ازدهار فن (دوها) التي نظمها بلغة قريبة من الأردية الحديثة إلى حد ان فهمها لا يعد متعذراً حتى عصرنا الحالي.
شعراء التصوف:
يتضح من نماذج الأردي القديم ان للصوفية، وأولياء الله الصالحين في الهند دوراً كبيراً في رواج الأردية وتطورها منذ القرن الثالث عشر إلى القر ن السابع عشر الميلادي، فقد كانت اللغة المشتركة وسيلتهم الوحيدة، لتبليغ الدعوة الإسلامية وإرشاد الناس وهدايتهم فاستخدموا الأسلوب السهل الذي يعرفه، وابتعدوا عن رموز التصوف الدقيقة فأضافوا بذلك ذخيرة كبيرة من الألفاظ الفارسية والعربية إلى اللغات المحلية، وبطريقة غير محسوسة انتشرت اللغة الجديدة في كل موقع تواجدوا فيه.
وتعكس اشعار الصوفة في الهند طبيعة التصوف الهندي الذي يشابه الزهد عند المسلمين الأوائل دون تدخل عليه مؤثرات غير إسلامية مثل: تصوف (ذو النون المصري) ، و(بايزيد بسطامي)، و(منصور الحلاج)، فهو يهتم بالحياة الروحية والدنيوية معاً، ولا يقلل من أهمية الشرع واصول الدين، وقد اقتصر الصوفية في الهند على تبليغ الدعوة، وشرح العبادات ولم يخوضوا في القضايا التي يختلف عليها الصوفية، فانعكس ذلك على اشعارهم التي نظموها بأسلوب سهل سلس حتى تتفهمه العقول، واعطوها الجرس الموسيقي كي تتأثر بها القلوب، ونظموا الشعر الذي صلح للغناء، وتخيروا الألفاظ للإيقاع، والصوت، كما نظموا أشعاراً خصيصاً من اجل بعض الآلات، وقد أدى ذلك إلى ازدهار فن الأغنية (كَيت) كنوع شعري.
كذلك اشتهر حضت شاه بوعلى قلندر (1324م) وكان معاصراً لأمير خسروا، ونظام الدين أولياء، وحضت مخدوم علاء الدين على احمد صابر كليرى وهو – ابن اخ بابا فريد شكر كنج – ويحيي منيرى وشمس العشاق ميران جى، وشيخ بابا جى، وعبدالقدوس كتكَوهى، ومحمد جشتى (1023هـ - 1614م).
- شعراء العبادة:
حركة بهكَتى أي العبادة حركة دينية روحية غير إسلامية عند غير المسلمين، نشأت في جنوب الهند في القرن الثالث عشر الميلادي السابع الهجري، نتيجة لالتقاء الإسلام بالمذاهب الموجودة في الهند وهي حركة تخالف الجمود الديني المألوف، وتهدف إلى السمو الروحي إذ تدعو إلى الحب المجرد للإله وإلى المحبة والتقارب بين البشر، فتدعو إلى المحبة بين العبد والسيد والزوج والزوجة، والعاشق والمعشوق، فمشاعر الحب طبقاً لها انحناء للذات الإلهية، وقوة مشاعر الحب سجود لها، والتسليم والرضا تقرب إليها، ولهذا سمت هذه الحركة بالنفوس ولقنت معتنقيها دروساً في الأخلاق والسمو الروحي.
- مسعود سعد سلمان (515هـ):
يتفق كتاب التراجم على ان مسعود سعد سلمان، كان له او ديوان باللغة الهندية، فيقول محمد عوفي: (أن له ثلاثة دواوين واحد بالعربية، وواحد بالفارسية، وواحد بالهندية) ولكن هذا الديوان غير موجود في عصرنا الحالي وليس من المستبعد نسبته إليه لأنه ولد في إقليم البنجاب وعاش في مدينة لاهور، ويفخر بها كوطن له في العديد من كتاباته.
- أمير خسرو (653 هـ - 1255م) 724هـ - 1325م):
وتميز من بين الشعراء الأوائل في نظم الأردي امير خسرو الذي يعتبره البعض مبدع الريخته ورائد اول حركة أدبية في الاردو، فقد استطاع بمكانته في الشعر الفارسي وجمعه بين الثقافة الفارسية والثقافة الهندية ان يساهم في تقريب الأدب الهندي الادب الفارسي، ويمهد للغة جديدة كانت الأساس في نشأة الشعر الأردي.
كما استطاع باسلوبه المبتكر في المزج بين الشعر الفارسي والشعر الهندي ان يجتذب قلوب العامة للشعر، ويمهد الطريق للشعراء من بعده، وينسب إلى امير خسرو اول غزل كامل البنيان من ناحية الشكل والمضمون في الشعر الاردي، ويرجع اليه ايضاً الفضل في تطوير أنواع الشعر الهندي التي تعرف باسم (دوها) ، او (دوسخنه) و(بهيلى) أو (مكرانى).
وهو اول من نظم معاني العشق في قالب يطلق عليه (الغزل) فأبيات المقطوعة ترتبط بقافية، ورديف وبها مطلع او عدة مطالع، ثم مجموعة ابيات تنتهي بالتخلص وقد اعطى امير خسرو الغزل صورة الشعر الهندي القديم التي تعرف باسم (دوها) حيث أدى فيها مضموناً متكاملاً في مصر عين بإيجاز واختصار فاعتبر كل بيت في الغزل مثل الـ (دوها) وبهذا بذور الثقافة الهندية ومن الجدير بالذكر ان امير خسرو قدم العواطف والاحاسيس نحو المرأة دون موارية في قالب التصوف، فصار بناء شعر العشق على المرأة خاصية هامة من خصائص النظم في الهند خاصة في الغزل.
الشعر والسوناتات:
وصل الشعر الأوردي ذروته في القرن التاسع عشر. الشكل الأكثر تطوراً من الشعر هو الغزل، المعروف بنوعيته وكميته ضمن التقليد الأوردي.
وبدأت الأشعار والسوناتات الأوردية تتأثر باللغات الاخرى الإنجليزية والأوروبية في أوائل القرن العشرين. يُعتقد أن عظمة الله خان (1887-1923) أول من أدخل هذا الشكل إلى الشعر الأوردي. من شعراء الأوردو الآخرون الذين كتبوا السوناتات هم أختار جوناغاري، أختار شيرانى، نون ميم رشيد، مهر لال سوني، سلام ماكليشهاري، وزير آغا.
أما بالنسبة للروايات ركزت روايات الأوردو على الحياة الاجتماعية الحضرية، واتسعت في النهاية لتشمل الحياة الاجتماعية الريفية.
كما أنهم غطوا الأزمنة المتغيرة في ظل تقدم حركة الكتابة المستوحاة من سجاد زاهير. ومع ذلك، فإن استقلال الباكستان في عام 1947 أثر بشكل كبير على الرواية في الاوردو، طرح أسئلة حول الهوية والهجرة يمكن رؤيته في الأعمال الرئيسية لعبد الله حسين وقراتلين حيدر.
في نهاية القرن الماضي، أخذت الرواية تحولًا خطيرًا نحو الحياة المعاصرة وحقائق الأجيال الشابة من الهند.
الروايات الأكثر أهمية للجيل الحالي للروائيين الهنود في الأوردو، والتي تظهر ثقة جديدة في الحياة المعاصرة، هي مكان للمؤلف بايم أفاقي، دو غاز زامين للمؤلف عبد الصمد، باني للمؤلف غضنفر. تأثر "مكان" بالكثير من الكتّاب الإنجليز مثل فيكرام سيث، حيث تحول إلى كتابة جديدة. هذه الروايات الأوردية أثرت على أعمال هامة مثل أندريه باج بواسطة سروات خان، ونبردار كا نيلا من قبل إس أم أشرف ومنطقة النار من قبل إلياس أحمد جادي.
تم نشر الرواية الرئيسية الثانية لبايغام آفاكي، باليتا، تم نشره في عام 2011 ويصور توتر التقلبات السياسية للمواطن الهندي العادي في ستة عقود بعد استقلال الهند.
ويصور انزعاجه من الحالة الديمقراطية المخيبة للآمال وتحول المجتمع الهندي إلى صحراء عقلية، الكاتب الأساسي يموت بعد أن ترك وراءه كتاباته التي تشتعل فيها النيران.
End of Topic
(إيجاد)
(اطّلِع، تعرف، تعلم، درب عقلك، طور من نفسك، زِد معرفتك، كُن على معرفة، فالمعرفة بين يديك)
أهلاً ومرحباً بكم في | إيجاد | تسعدنا آرائكم ومشاركتكم معنا دائماً، فتشاركونا بآرائكم وتعليقاتكم التي تدفعنا إلى مزيداً من العطاء وإيجاد المعرفة