إعلان الرئيسية

التدوين الموسيقي

ان الموسيقى في أصلها هي فن سمعي تستقبلها الأذن ومنها تسري إلى الوجدان والإحساس، والعناصر التي تصنع منها الموسيقى في الشرق والغرب هي الآلات المستخدمة، والموسيقى لغة لها كل خصائص اللغات الحية حروفها سبعة، تختلف أشكالها ونطق كلاً منها والمقدار الزمني لها، ولها سكتات مختلفة الأشكال، وأسلوب كتابتها يختلف عن اللغات التي يتكلم بها الناس باختلاف لغاتهم وتعرف تلك اللغة باللغة الموسيقى والتدوين الموسيقي أي كتابة تلك اللغة على الورق ليتمكن العازف والموسيقي من قراءتها وتطبيقها على الآلة لتخرج لنا الموسيقى في شكلها النهائي الذي تملك إحساسنا ووجداننا

تعريف التدوين الموسيقي:


يمكن تعريف التدوين الموسيقي على انه النظام الذي يتم من خلاله حفظ وكتابة الألحان الموسيقية ليسهل أدائها وفهمها

ويعتبر التدوين الموسيقى من الأدوات الأساسية لمعالجة الموسيقى من الناحية العلمية وذلك مع نوعية الموسيقى التي لم تعتمد في نشأتها على التدوين مثل؛ موسيقى الشعوب التقليدية التي لا تستخدم التدوين إحياء وتوارث موسيقاها

ويعتبر التدوين الموسيقي هو أساس البناء التكويني للموسيقى التي تعتمد في بنائها الأولي على التدوين، كما يعتبر وسيلة نقل الأفكار الموسيقية النغمية والإيقاعية بواسطة أسلوب معين من الكتابة يتم من خلالها كتابة تلك النغمات والايقاعات

فالتدوين الموسيقى يعتبر " لغة " تتكون من حروف موسيقية والتي من خلالها يمكن تكوين جملة موسيقية، والحروف الموسيقية تختلف عن الحروف الأبجدية، فالحروف الموسيقية محددة الزمن من خلال الزمن الإيقاعي الذي يحدد القيمة الزمنية لكل حرف منها

والتدوين الموسيقى يعد اهم ما اكتشفه الإغريق وذلك بتخصيص رموز دالة على نغمات الصوت، وربما يكون نقلوا ذلك عن آسيا مثلما نقلوا الابجدية عن الفينيقيين.

ويحسب لليونانيين القدامى وضع بعض المقاطعات قوانين تفرض ممارسة الموسيقى للجميع حتى سن الثلاثين، وكان الغناء الجماعي قوام الحفلات الدينية والدنيوية.

ويوجد أسلوبين في التدوين الموسيقي:


1- التدوين الموسيقي الأساسي أو الأول الذي نتج عنه عزف قطعة موسيقية ويسمى في هذه الحالة " تأليف موسيقي "

2- التدوين الموسيقي الذي تم كتابته بناءً على سماع قطعة موسيقية عزفت من قبل وهذا التدوين ليس التدوين الأساسي أو التدوين الذي عن طريقة تم إنشاء تلك القطعة الموسيقية لأول مرة.

التدوين الموسيقي العربي:


رغم اهتمام العلماء والفلاسفة العرب منذ البداية بعلم الموسيقي ورغم انهم كتبوا فيه الكثير بالنسبة للآلات والأجناس والسلالم وعلم الإيقاع وعلم اللحن، رغم ذلك لم يتركوا لنا الحاناً مدونة كاملة.

برغم معرفتهم وقدرتهم على ذلك

وكان يستخدم الفيلسوف العربي الكندي في شرحه للموسيقى وابعادها أسلوب التدوين الابجدي، وكذلك " الفارابي "

وقد استخدم العلماء الحروف الابجدية (أ – ب – ج – د – هـ - و – ز – ح – ط – ي ،،،) للتعبير عن الحروف الموسيقية لعفق أوتار العود التي كانت تسمى؛ بداية من اغلظها حدة (بم، مثلث، مثنى، زير، حاد) وبواسطة تسمية أصابع العفق: السبابة، الوسطى، البنصر، الخنصر، استطاع العلماء تحديد كل نغمة معينة بواسطة ربط اصبع العفق بالوتر والحرف الابجدي

والموسيقى التقليدية العربية ما زالت كما هي حتى اليوم فتوارث الموسيقى التقليدية يعتمد على التوارث الشفهي والممارسة الحية وذلك رغم وجود بعض التركيبات الايقاعية والتداخل الذي ليس بالسهل استيعابه لمن لا يعرف جيداً القالب الموسيقي ومن هو غير ممارس لهذا الفن

وقد استطاع " صفي الدين الأرموي " من خلال إعطاء ارقام تحت الحروف الأبجدية ان يدل على الزمن الإيقاعي المقصود لكل حرف او بمعنى آخر لكل نغمة.

مزايا التدوين الموسيقي:


يعد التدوين الموسيقي وسيلة لنقل الأفكار الموسيقية فيساعدنا على التعرف على جوانب كثير من الموسيقى، ومن الناحية التاريخية نجد ان التدوين الموسيقي هو وسيلة لمعرفة القوالب الموسيقية القديمة، وأيضاً عن طريقه يمكننا التعرف على التكوينات الموسيقية للبناء اللحني والإيقاعي عبر العصور

وإذا نظرنا إلى الموسيقى الغربية يمكننا تمييز عصر من عصر بواسطة التدوين الموسيقي، كما يمكننا معرفة أسلوب التوافق النغمي وهو ما يسمى بـ (Harmony) وذلك عبر العصور المختلفة وما كان مصرحاً به في بداية عصر التأليف الموسيقي وهو " القرن الثاني عشر الميلادي " لم يصرح به في القرن الرابع عشر

وكان التدوين الموسيقي هو الوسيلة الوحيدة للتعرف على كل الجوانب الموسيقية المختلفة لموسيقى الأجيال التي سبقتنا والعصور التي مضت والتي لولا التدوين الموسيقى لم نكن لنعرف شيئاً عنها.

End of Topic


(إيجاد)

(اطّلِع، تعرف، تعلم، درب عقلك، طور من نفسك، زِد معرفتك، كُن على معرفة، فالمعرفة بين يديك)

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

أهلاً ومرحباً بكم في | إيجاد | تسعدنا آرائكم ومشاركتكم معنا دائماً، فتشاركونا بآرائكم وتعليقاتكم التي تدفعنا إلى مزيداً من العطاء وإيجاد المعرفة